و حملها الإنسان

قال تعالى : ” وَحَمَلَهَا الْإِنْسَان ” -الأحزاب-

الإنسان الذي يعرف الله بإدراكه وشعوره .. ويهتدي إلى ناموسه بتدبره وبصره .. ويعمل وفق هذا الناموس بمحاولته وجهده .. ويطيع الله بإرادته وحمله لنفسه , ومقاومة انحرافاته ونزغاته , ومجاهدة ميوله وشهواته .. وهو في كل خطوة من هذه الخطوات مريد .. مدرك .. يختار طريقه وهو عارف إلى أين يؤدي به هذا الطريق !

ألا إنهما طريقان مختلفان: شتان شتان. هدى القرآن و هوى الإنسان!”.

و الناس لن يقتنعوا بدليل، لأن الذي ينقصهم ليس هو الدليل إنما هو الإخلاص والتجرد من الهوى، والاستعداد للتسليم بالحق حين يعلمونه. الكُل سيذهبُ إلى الله بعدَ وفاته لكّنَ السعيدَ من ذهب إلى الله في حياتِه. “

لذلك فهي أمانة ضخمة حملها هذا المخلوق الصغير الحجم , القليل القوة , الضعيف الحول , المحدود العمر ; الذي تناوشه الشهوات والنزعات والميول والأطماع .. فأما حين ينهض بالتبعة .. حين يصل إلى المعرفة الواصلة إلى بارئه , والاهتداء المباشر لناموسه , والطاعة الكاملة لإرادة ربه .. حين يصل الإنسان إلى هذه الدرجة وهو واع مدرك مريد .. فإنه يصل حقا إلى مقام كريم , ومكان بين خلق الله فريد .

شاهد أيضاً

عاشوراء.. دروس في النصر والخذلان من فرعون إلى كربلاء

أدهم أبو سلمية ها هو فرعون يستكبر ويستبد، ويتمادى في الطغيان، ويستحيي النساء، ويذبح الأطفال، …