إياد البغدادي: تهديد السعودية لي بسبب مبادرات مع خاشقي

قال الكاتب والناشط الفلسطيني إياد البغدادي إن سبب استهدافه من الأجهزة السعودية يعود إلى مبادرات بدأت في حياة الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، الذي اغتاله فريق أمني سعودي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول.

وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين بالعاصمة النرويجية أوسلو، كشف البغدادي عن بعض المشاريع التي كان يعمل عليها، والتي ربما جعلته هدفا للسعوديين، بوصفه أحد الناشطين الذين كانوا ينتقدون مع خاشقجي سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

كما تطرق إلى تطورات قضية خاشقجي، وقال في تصريح للجزيرة إن سعود القحطاني -أحد المشتبه في تورطهم في تصفية الصحفي الراحل- لا يزال على رأس عمله، ويستهدف الناشطين والمعارضين.

وفي سياق الحديث عن التهديدات التي تستهدفه، والتي أبلغت بها الاستخبارات الأميركية السلطات النرويجية مؤخرا، قال البغدادي إنه تعرض لأول استهداف من قبل الأجهزة السعودية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأشار إلى أن السعوديين قد يكونون استهدفوا بعض مكالماته الهاتفية، لافتا إلى أن السعودية غير منضبطة في استخدام تكنولوجيا القرصنة على البرمجيات.

وأوضح الناشط الفلسطيني أنه كان يعمل على مشروع لتوثيق المحاولات التي تقوم بها السعودية للتأثير على المعلقين السياسيين العرب في موقع تويتر، موضحا أن هذا المشروع كان يقوده الراحل جمال خاشقجي. وللبغدادي نفسه حساب على تويتر يتابعه 130 ألف شخص.

كما كشف عن أنه كان عمل من دون عقد أو مقابل مادي مع فريق شكله جيف بيزوس مؤسس موقع أمازون ومالك صحيفة واشنطن بوست، التي كان خاشقجي يكتب مقالات رأي فيها، للتحقيق في عملية ابتزاز يتعرض لها عقب قرصنة معلومات، منها ما يخص علاقة أقامها خارج الزواج.

وأشار إياد البغدادي إلى أن رئيس فريق التحقيق غيفن دي بيكر اتصل به لمساعدته في التحقيق، ولاحقا كتب دي بيكر في موقع “ديلي بيست” أن فريقه توصل بثقة عالية إلى أن السعوديين اخترقوا هاتف بيزوس واستولوا منه على معلومات استخدمت في عملية الابتزاز التي أنكرت الرياض ضلوعها فيها.

وكان مالك صحيفة واشنطن بوست اتهم في البداية مجلة “ناشونال إنكوايرر” بمحاولة ابتزازه عبر التهديد بنشر المعلومات الحميمية التي أخذت من هاتفه.

الظهور العلني
وعن ظهوره وحديثه لوسائل الإعلام رغم التهديدات التي يتعرض لها، قال الناشط الفلسطيني إن القرار لم يكن سهلا، لكنه أشار إلى أن خبراء أمن مستقلين نصحوه بأن ظهوره للعلن قد يوفر له الحماية.

كما أشار إلى أنه أبلغ الشرطة النرويجية في مارس/آذار الماضي بأنه مهدد، وذلك بناء على معلومات جمعها من مصادر مختلفة.

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية ذكرت مؤخرا أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي إي) حذرت السلطات النرويجية من أن إياد البغدادي يواجه تهديدا من السعودية، الأمر الذي استدعى توجه الأمن النرويجي إلى منزله أواخر الشهر الماضي، واتخاذ إجراءات أمن احتياطية شملت دعوته لتغيير سكنه.

كما أوردت مجلة تايم الأميركية أن “سي أي إي” حذرت ثلاثة ناشطين كانوا شركاء لخاشقجي في بعض المبادرات من أنهم ربما يُستهدفون.

وكان الناشط الفلسطيني صرح للتايم بأنه أُعطي توجيهات باتخاذ تدابير وقائية تجعل من الصعب اختراق الأجهزة الإلكترونية لثلاثة من أصدقاء خاشقجي حتى لا يتم الحصول على معلومات ليتم استخدامها ضدهم، وهو ما حدث مع الحقوقي عمر عبد العزيز، الذي يقاضي شركة إسرائيلية تبيع للسعودية برمجيات خبيثة لاختراق الهواتف المحمولة.

وذكرت المجلة أن نصائح أعطيت للناشطين بتجنب السفر إلى عدد من الدول الأوروبية والآسيوية تتمتع فيها السعودية بنفوذ خاص، ونقل أفراد أسرهم من هذه الدول.

وأوضح الحقوقيون الثلاثة أنهم مستهدفون لأن انتقاداتهم لولي العهد السعودي أضحت مؤثرة، واتهموه بأنه أمر بقتل خاشقجي في إطار حملة قمع أوسع ضد المعارضين السعوديين بجميع أنحاء العالم.

شاهد أيضاً

ثورة في الجامعات الأميركية

طلاب جامعة كولومبيا بأميركا يتظاهرون احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة