صفات و مميزات الفرقة الناجية

من كتابات الشيخ سفر الحوالي

للفرقة الناجية صفات، ترجع جميعاً إلى قوله صلى الله عليه وسلم: {من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي} . ونتيجة لذلك امتازت عن غيرها من الفرق في جميع العصور بمميزات كثيرة. و من أهم صفاتها:
1- اتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يقدمون عليهما شيئاً، لا العقل ولا الرأي، ولا الكشف ولا المذهب، ولا الطريقة ولا قول أحد من البشر.
2- ترك الابتداع في الدين، ومحاربة البدع، واتباع منهج الكتاب والسنة في الرد على الشبهات والضلالات، فلا يردون بدعة ببدعة، ولا يردون بعض الدين من أجل إثبات البعض الآخر.
3- الدخول في الدين كله، والإيمان بالكتاب كله.
4- الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحق، وتوحيد صفوفهم على التوحيد والاتباع.
ولهذا، لم يتميزوا عن الأمة باسم سوى السنة والجماعة، ولا يوالون ولا يعادون على رابطة سوى السنة والجماعة.
5- إحياء السنة والدعوة إلى الله، لا تأخذهم في الله لومة لائم.
إن المتتبع لتاريخ الفرق وأحوالها يجد أن الفرقة الناجية تتميز عن غيرها بمميزات واضحة، منها:
1- الاتفاق وعدم الافتراق: فهم متفقون في أصول العقيدة على الرغم من تباعد الأقطار، واختلاف الأعصار، وما ذلك إلا لأن مصدرهم الذي يتلقون عنه واحد، ومنهجهم في تلقيه واحد. أما غيرهم من الفرق، فإنه لا تكاد تخرج الفرقة حتى تنشق منها فرق مختلفة، يكفر بعضها بعضاً، ولا تزال تنشق باستمرار.
2- التوسط وعدم الغلو أو التفريط: فهم وسط في (الإيمان) بين الخوارج والمرجئة، ووسط في (الصفات) بين المشبهة والمعطلة، ووسط في (القدر) بين القدرية والجبرية، ووسط في (الصحابة) بين الشيعة والخوارج .
3- مراعاة حق الله تعالى في الأحكام: فلا ينظرون إلى حق النفس أو الفرقة، ويحكمون من خلاله، بل هم ملتزمون بالإنصاف والقسط للموالين والمعادين سواء، فلا يكفرون إلا من كفره الله ورسوله، ولا يخطئون إلا من خطأه الله ورسوله، ولا يغمطون أحداً حقاً أو فضلاً. وهذا بخلاف غيرهم من الفرق، فهي تطلب حظ النفس، وتحكم بالهوى، وتتعصب للطائفة.
4- الربانية في الانتماء والانتساب: كما أنها فرقة ربانية في مصدرها ومنهجها، هي كذلك ربانية في انتمائها وانتسابها، فهي لا تنتسب إلى رجل ولا طريقة ولا مذهب (اعتقادي)، وإنما ينتسب أصحابها إلى الإسلام والسنة، فيقال لهم: ( أهل السنة ) و( أهل الحديث أو أهل الأثر ) أو أتباع السلف، ونحو ذلك.
وهذا بخلاف غيرها من الفرق التي تنتسب إما إلى رجل، وإما إلى رأي محدث، أو طريقة مبتدعة.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.