من شمات الدعاة

حين سئل احد الصالحين عن الداعية إلى الله قال: جندي عامل لا فيلسوف مجادل
كتيبة في ميدان لا كتاب في مكتبة مكافح في معركة لامفاوض على مائدة وروح فذة لا عقل ألمعي لا يراوغ كالثعلب ولا يلين كالثعبان.

لايختال كالطاووس ولايتلون كالحرباء لايلعب كالقرد ولايساوم كالتجار لايتعاظم كالممثل ولايتوقر كالمشعوذ بل يتحفز كالأسد ويلين كالماء ، ويزهو كالسيف ، و يسمو كالنجم.

ويعيش في الدنيا ولا تعيش فيه ويأكل منها ولا تأكل منه يموت ولا يأكل بشرفه ” كالحرة تموت ولا تأكل بثدييها ”

و كما قال الإمام البنا رحمه الله : ” وبذلك تكون جندي فكرة وعقيدة لا جندي غرض ومنفعة …

كما أن عليه القيام بواجب الدعوة بأكمل وجهٍ دون البخل بالمعلومة أو النصيحة أو المشورة، مع الحرص على البعد عن الرياء وغيره من أمراض القلوب، وتقديم أفضل الجهود وأعظمها في سبيل الدعوة دون خوفٍ من عجزٍ أو غيره، مع الثقة والإيمان والتوكّل على الله تعالى

و اذا تتبعنا قصص الصالحين نرى كيف كانوا قدوة في الدعوة و تجسدت اخلاق الدعوة في مواقفهم .

فالخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رأى مجموعة من الناس موقدين النار من بعيد إقترب منهم و نادى “يا أهل الضوء” و لم يقل “يا أهل النار” خشية من أن تجرحهم الكلمة ..

و الحسن و الحسين رضي الله عنهما لما رأوا رجلاً كبيرا يتوضأ خطأ قالوا له : نريدك أن تحكم بيننا مَن فينا الذي لا يُحسن الوضوء ، و لما توضّؤوا أمامه ضحك و قال : أنا الذي لا أحسن الوضوء ..

اما الإمام محمد الغزالي(المعاصر)-رحمه الله – عندما جاء له شخص و قال : ما حكم تارك الصلاة ؟ قال : حُكمه أن نأخذه معنا إلى المسجد ..

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.