في الذكرى 25 لتوقيع اتفاق أوسلو: عندما قال مبارك للرئيس عرفات “يا ابن الكلب”

بقلم رولا سرحان

مازلنا نذكر المشهد الدرامي الذي حصل على منصة توقيع اتفاق غزة- أريحا أولا، أو ما بات يعرف لاحقا باسم اتفاق القاهرة 1994.
في المشهد يتقدم الرئيس عرفات للتوقيع على الاتفاق، لكنه يرفض التوقيع على الخرائط الملحقة به، وعندما تقدم رابين للتوقيع قال له يوئال سينجر، وهو المحامي الذي صاغ الاتفاق وفاوض الفلسطينيين عليه، إن عرفات لم يوقع على الخرائط، حينها استدعى رابين بيريز وقال له ان عرفات لم يوقع فاتفق الاثنان ألا يوقع رابين أيضا.
الموقف محرج، الزعماء على المنصة، العالم كله يصور، يوثق، ويسجل، مبارك يريد أن يكون عراب الفلسطينيين، رابين يواجه حملة انتقادات شنيعة شنها ضده نتنياهو وأقسم أن يفجر الاتفاق، بيريز يريد أن يحصل على جائزة نوبل للسلام، هنا جرت مفاوضات أسرع من مراثونية على المنصة، تصدرها مبارك بغضب لينعت الرئيس عرفات بـ “يا ابن الكلب”.
فيعود الرئيس عرفات إلى الطاولة، ويوقع.
تلك صيغة رواها فيلم وثائقي لمخرجين إسرائيليين، بمناسبة مرور 25 عاماً على اتفاق أوسلو، ويوثق مرحلة حساسة من تاريخ قضيتنا، ويشارك في مهرجانات عالمية:
– فهل يمكن أن يعمل صناع السينما والأفلام الوثائقية على توثيق مماثل وتقديم رواية مماثلة، ليس للخارج وحده، وإنما لنا أيضا
– هل لنا أن نقوم بتوثيق رواية الأحياء ممن كانوا على المنصة (عمرو موسى، ومبارك) هم من الشاهدين على العصر.
– هل سيرحل الرئيس عباس عن عالمنا دون أن يسجل شهادته على عصر المفاوضات التي كان مهندسها؟
– إن التاريخ الفلسطيني مليئ بذاكرة “الخزي والخوف”، هذا المصطلح تحدثت عنه د. هنيدة غانم في لقاء حول الأرشيف والذاكرة، ضمن جلسات مشروع الذكريات التعددية لدائرة العلوم الاجتماعية والسياسية في جامعة بيرزيت، ذاكرة الخزي، هي الذاكرة التي نرفض تسجيلها وتوثيقها كجزء من تاريخنا، فهل تصح قراءة التاريخ دونها؟

شاهد أيضاً

كل ما تحتاج معرفته عن حراك الجامعات الأميركية

محمد المنشاوي واشنطن- عرفت الجامعات الأميركية مؤخرا حراكا طلابيا واسعا احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على …