و افعلوا الخير لعلكم تفلحون

‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏ ‌‏‌‌‌‌‌( وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون )

لا قيمة للحياة بدون فعل الخير، ولا نجاة للعبد في الآخرة بلا فعل الخير، ولا راحة نفسية ولا سعادة قلبية للعبد دون فعله الخير، ولا دخول للجنة دون فعل الخير، ولا فوز برضوان الله دون فعل الخير، ولا نور في القلب ولا في القبر ولا على الصراط دون فعل الخير ..

ليكن في يومك بصمات بيضاء مثل أن تدخل السرور على قلب حزين أو مهموم أو مكروب أو مريض اقطف الخير من كل سبيل .. وكن غيثا تفرح بك البساتين ففي ذلك الفلاح في الدنيا والاخره..
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏

وكُلُّ ما أمَرَنا الله أن نفعله هو خير، وكل ما سَنّ لنا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- فعله فهو خير.

بعضنا، فعل الخير في حياته كالنهر الجاري، يتدفق بقوة وغزارة، ومن كل حدب وصوب؛ فمن هنا العبادات والأذكار والقرآن والنوافل والقربات، ومن هناك حسن الأخلاق وصلة الأرحام ومدّ يدِ العون للمحتاج، وعن يمينه الصدقات، وعن شماله أداء الأمانات، فحيثما وَلّى بوجهه ينال الخير، ويفعل الطيب.

وبعضنا، فعل الخير في حياته كالخيط الرفيع لا يكاد يُرى ولا يَقوى، ولا يكاد يسمن ولا يضحى، فهو ضعيف شحيح قليل، فلا يمكن أن تربط به ما يثبت، ولا أن تجرّ به ما يثقل.

نعم، هذه حال بعضنا، فلو نظر نظرة العاقل في سيرته اليومية لوجدها حزينة قاتمة، بالكاد يسطر له ملائكة اليمين باليوم سطراً أو سطرين من فعل الخيرات، في حين يسطر له ملائكة الشمال في اليوم ثلاثا وعشرين صفحة من فعل السيئات.

وبعضنا كأهل الأعراف، لا يفعل الخيرات ولا يفعل السيئات، فخيراته قليلة، وأوقاته الضائعة في المباحات كثيرة، ولكنه خسر وفاتته حسنات ورحمات عديدة.

أيها المؤمنون: فعل الخيرات هو مطلب رباني، هو دعوة إلهية، هو نصيحة نبوية، فاقبلوها، وخذوا بها وعظِّموها، واعملوا بها، أفلا تستمعون إلى ما يقول ربكم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.