رؤيا سلمان العودة وعجائب الزمان…

بقلم الأستاذ سفيان أبوزيد

من عجائب هذا الزمان…
أن يكون ضمن التهم التي توجه لك أنك تنشئ أو انشأت أو لك عضوية في جمعية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم…
فلا ندري هل مناط التهمة في الانشاء أو في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومع الاسف كلا المناطين يتوارى منه ويخجل كل من دب في وجهه شريان حياء أو عرق نخوة، فيحمر وجهه وتتلعثم كلماته، ويطأطئ رأسه، ويتمنى لو أنه سقط من عل على أن ينطق لسانه أو أن تخط يده إقحام ذلك الفعل في لائحة التهم والجرائر…
ولكن في زمن العجائب وانقلاب المفاهيم يجوز كل شيء…

من عجائب هذا الزمان…
أن يتجاوز إطار المؤاخذة دائرة اليقظة إلى دائرة المنام، حيث يسبح خيال الإنسان وحيث يحلق فكره دون أن يكون له عليه تحكم أو توجيه أو وضع اعتبار لشيء لأنه في عالم تحكمه قوانين التسيير لا التخيير، ورغم كل ذلك إن رأى ما يزين طريق الأسياد ويطبل لهم، كانت الرؤيا رؤيا خير ينبغي أن يتحدث بها، وأن يضيف عليها تعديلات درامية وأن يذيع صيتها في كل مكان، وأن تتهافت عليها منابر التطبيل لسماعها وإسماعها، والابداع في تحليلها وتكثيرها ويتهافت أدعياء تفسير الأحلام من كل فج عميق لتفسيرها وتأويلها لعلهم ينالهم شيء من ثريدها…
وإن كانت تلك الرؤيا مما يعكر مزاج الأسياد كانت حلم شر، يحرم التحدث بها وتأويلها وتفسيرها ويجب قبرها وطمسها، وإن ظهرت وطفت تداعى لها أدعياء التفسير بتكذيبها وأنها أضغات أحلام، وهلوسات وهمزات شيطانية، ينبغي للذي رآها أن يعرض على جلسات الرقية بشتى صنوفها وألوانها، فإن أخذ بجانب الرحمة وعرض على تلك الجلسات، كانت محاضر التحقيق وقيود الاعتقال في انتظاره، لأنه رأى ما لا ينبغي أن يرى، وسمح لعالم منامه وإعلام رؤياه أن يبث مثل تلك المشاهد التي لو لم يكن لها بواعث في يقظته واختياره لما رآها في عالم منامه وتسييره…

ومن عجائب هذا الزمان…
أن تتأكد الحقيقة المغيبة في عالم اليقظة والشهادة ببهرج النفاق والإعلام المطبل، ومزخرفات الكلام المعسول، وسطوة السوط والقيد لينطق بها عالم المنام والرؤى واضحة صريحة، لأنه العالم الذي لا زال يمكن للإنسان أن يعبر فيه عنها وأن يتصورها دون رقيب عليه فيه، مع يقينه بأن قيود الاعتقال ومحاضر التحقيق تنتظره عند بوابة عالم الشهادة فور خروجه من عالم الرؤى ودخوله عالم اليقظة إن ارتكب جرم التصريح بذلك أو اصطحب معه شيئا من ممنوعات ما رآه فتكشفه البوابة الإلكترونية الخاصة بالتفتيش…

ومادام أن الاعتقالات والاعتداءات طالت أهل التوسط والاعتدال في الشرق والغرب بتهمة التوسط والاعتدال في حملة مسعورة هوجاء، وما دام أن إرهاب الاشتراطات الأمنية كمم أفواها نطقت بالحق بكل أدب وصدق وأمانة وموافقة للقوانين فلا شك ولا ريب أنه لو كان إمام الاعتدال والتوسط والأدب والحكمة صلى الله عليه وسلم بيننا لكان ضمن لائحة المسجونين أوالمعتقلين أو الملاحقين، ولكانت حركته وتصرفاته تحت مجهر تلك الاشتراطات…
وهذا ما نطق به عالم المنام في رؤيا سلمان الصدق والإيمان في عجائب هذا الزمان…

فيديو رؤيا سلمان العودة

https://youtu.be/Fs2Y7rl40Wg

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.