حب الدنيا الحلال منه و المذموم

حـب الـدنيـا فـيـه نوعان ، حـب الـدنيـا إذا آثـرهـا عـلـى الآخـرة هـذا هـو الـمذمـوم ، وأمـا حـبهـا لـيستعيـن بـهـا عـلـى طـاعـة الله ، ولـيتصـدق مـنهـا ، ويـحسـن إلـى عـبـاد الله ، ويـعمـر مـنهـا الـمساجـد فلا بـأس به. فـالمذمـوم حـبهـا لـذاتهـا ، أمـا حـبهـا لـيتصـرف بهـا فـي وجـوه الـخيـر ، حـبهـا أن يـكـون عـنـده مـال حـتـى يـتصـدق ، و يـعمـر الـمساجـد ، حـتـى يـنفـق فـي سـبيـل الله ، حـتـى يـواسـي الـفقـراء هـذا مـطلـوب للـمؤمنيـن يـجتهـد فـي طـلـب الـمـال حـتـى يـنفـق فـي سـبيـل الله يـتاجـر ، يـزرع ، يـحـرث يـعمـل أعـمـال أخـرى مـا أبـاح الله.
مـثـل مـا قـال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لـمـا سـئـل : «أي الـكسـب أطـيـب . قـال : عـمـل الـرجـل بـيـده ، وكـل بـيـع مـبـرور» وقـال صلى الله عليه وسلم-: «مـا أكـل أحـد طـعامـاً
أفـضـل مـن أن يـأكـل مـن عـمـل يـده» ؛
وكـان نـبـي الله داود يـأكـل مـن عـمـل يـده عـليـه الـصـلاة و الـسـلام كـان حـداداً ، يـصنـع الـدروع عـليـه الـصـلاة والـسـلام فـحبهـا للـشـح بـهـا وكـنزهـا هـذا هـو الـمذمـوم ، أمـا حـبهـا لـينفِق مـنهـا ، ولـيحسـن إلـى عـبـاد الله ، ولـيستعيـن بـهـا عـلـى طـاعـة الله هـذا كـلـه مـطلـوب .
ولأن متاع الدنيا تلمسه اليد، وتراه العين، وتسمعه الأذن، فمع ضعف الإيمان وغياب التقوى يراه المرءُ جميل جمالا حقيقيا فيتمسك به، ويبذل الجهد لنيله، فإن ناله تمسك به حتى الموت، في حين يرى المؤمنون أنها متاع زائف زائل، وأن النعيم الحقيقي هو في الجنة، ويتفاوت هذا الشعور بحسب الإيمان؛ حيث يزداد مع ازدياده، وينقص بنقصانه؛ لأن الإيمان يزيد وينقص، وهنا يتمايز الناس بمرتبتهم الإيمانية؛ بمعنى تكون منزلتهم في الآخرة حسب ما قدمو في دنياهم من اعمال تقربهم لاخرتهم.
الانسان لابد له من التوفيق بين دنياه و بين اخرته بين علاقته بربه يعطيها حقه على اكمل وجه و بين حياته الذي يعيشها يعطي للاشخاص المحطين بيه كل المحبة و الحنان و هنا يكون الفوز العظيم.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.