ليالي سلام… اهلها الله بالأمن و الإيمان

قال صلى الله عليه وسلم : “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” أخرجه البخاري ومسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها وكان يوقظ أهله ليالي العشر رجاء أن يدركوها، وكان يتهجد فيها ويقرأ قراءة مرتلة لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله، ولا بآية عذاب إلا تعوذ، فجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر وهذا أفضل الأعمال وأكملها.
وهي في العشر الأواخر من رمضان، وهي في الوتر من لياليه الآخرة، وأرجى الليالي سبع وعشرين، لما روى مسلم عن أبي بن كعب: (والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، وهي ليلة سبع وعشرين)، وكان أُبي يحلف على ذلك ويقول: (بالآية والعلامة التي أخبرنا بها رسول الله، أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها).

ليلة كلها سلام، فلا خوف ولا جزع بل طمأنينة وراحة وقرة عين للعابدين القائمين، لأجلها نصبت هامات الصالحين، وفي ظلمتها ذرفت عيون الخاشعين، وفي سكونها دوت آهات المتأوهين، فكم هي عظيمة. خسارة الغافلين المعرضين الكسالى النائمين، الموتى في قبورهم يتحسرون على زيادة أعمالهم بتسبيحة أو تحميدة أو ركعة.
رُئي بعضهم في المنام فقال: ما عندنا أكثر من الندامة، وما عندكم أكثر من الغفلة.
وقال آخر: قدمنا على أمر عظيم نعلم ولا نعمل، وأنتم تعلمون ولا تعملون، والله لتسبيحةٌ أو تسبيحتان أو ركعةٌ أو ركعتان في صحيفة أحدنا خير من الدنيا وما فيها.

اللهُم عشرٌ طَهور تُطهر بها صحائفنا من الخطايا والآثام ، اللهُم عشرُ تَوبةٍ وغُفرانْ اللهُم عشرٌ تُنير بها بصائرنا وتَعتقَنا فيها من النِّيران.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.