و لا تيأسوا من روح الله…

من خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله

{ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَافِرُونَ } [يوسف: 87].
أي: إياكم أن تقولوا أننا ذهبنا وتعبنا وتحايلنا؛ ولم نجد حلاً، لأن الله موجود، ولا يزال لله رحمة.
والأثر يقول: ” لا كَرْبَ وأنت رَبُّ “.
وما يَعِزُّ عليك بقانونك الجأ فيه إلى الله.
وقد علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنه كلما حَزَبه أمر قام وصلى “.
وبهذا لجأ إلى ربِّ الأسباب، وسبحانه فوق كل الأسباب، وجَرِّبوا ذلك في أيِّ أمر يُعضِلكم، ولن ينتهي الواحد منكم إلى نهاية الصلاة إلا ويجد حَلاّ لِمَا أعضلَه.
وكلمة ” رَوْح ” نجدها تُنطَق على طريقتين ” رَوْح ” و ” رُوح ” ، و ” الرَّوْح ” هي الرائحة التي تهبُّ على الإنسان فيستروح بها، مثلما يجلس إنسان في يوم قَيْظ؛ ثم تهبُّ نسمة رقيقة ينتعش بها.
والحق سبحانه يقول:
{ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ }
[الواقعة: 89].
ونأخذ لهذه الروح مثلاً من المُحسَّات حين يشتد القيظ، ونجلس في بستان، وتهبُّ نسمة هواء؛ فيتعطر الجو بما في البستان من زهور.

لم يقُلهَا يعقوب مع بوادر الفرج حين وجد ريح يوسف وأُلقي إليه قميصه!! بل قالها وقد ابيضّت عيناه وبلغ الحزن به مُنتهاه! لنعلمَ أنّ الثقة بالله والفال الحقيقي هو الذي يكون في أَوْج المعاناة، وتحت أزيز الشدائد.

شاهد أيضاً

لمحات من بلاغة القرآن

كان للكلمة البليغة في نفوس العرب أثر كبير، بل سحر عجيب، يصنع الأعاجيب.