أن الخلاف الذي وقع بين الصحابة، ليس في التسليم بأدلة الدين والشريعة، وإنما في تنزيلها وتطبيقها؛ فلم يختلفوا على دين الله، كما اختلف اليهود والنصارى؛ فبدّلوه وحرّفوه، بل إن الصحابةَ حفِظوه ونشروه كما سمعوه، وخلافُهُم ونزاعُهُم كان في نوازل الأمور، لا في تأصيلها؛ فأثر خلافهم عليهم، لا على الدين؛ ولهذا لا يُنكِرُ المتخاصمون منهم ما لدى كل واحدٍ منهم من الحديث، وإنما يختلفون في الأحق به وتنزيله.
الخراسانية في شرح عقيدة الرازيين