يوم عرفة… صيام و لك الأجر!

بقلم الأستاذ الشيخ سفيان ابو زيد

الترغيب في صيام اليوم الذي يقف الناس فيه بعرفة:
يوم عرفة هو اليوم الذي يوافق وقوف الناس بعرفة، وما اكستب فضيلة الصوم إلا ليوافق غير الحجاج الحجاج في التقرب والعبادة، فالحجاج أتوه شعثا غبرا فأشهد الله عزوجل ملائكته أنه قد غفر لهم، وغير الحجاج تعبدوه بالصيام فكان غفرانا لهم لسنتين ماضية وقابلة…
إذن فالصيام المسنون المميز بغفران السنتين هو صيام اليوم الذي يوافق وقوف الحجاج بعرفة، واليوم الذي يلي يوم عرفة هو يوم النحر…
قد يقول قائل: وما بال القول باختلاف المطالع؟
قلت: مسألة يوم عرفة والندب إلى صيامه لها ارتباطان:
ارتباط زماني وهو موافقة اليوم التاسع…
وارتباط مكاني وهو شعيرة الوقوف بعرفة…
وهذه أوثق من الأولى، إذ الاولى يجوز الاختلاف فيها حسب مذهب اختلاف المطالع…
أما الثانية فلا خلاف أن مكانا واحدا في العالم يقصده الحجاج اسمه جبل عرفة في يوم بين يومي التروية والنحر…
أما إذا تيقن وتحقق خطأ المراقبين والمثبتين للهلال في ذلك البلد الذي فيه ذلك المكان، فينبغي أن تنبه الأمة وتصرح متمثلة في علمائها ودولها ووزاراتها المعنية بذلك الخطأ، لأنه إن كان خطأ بينا واضحا فإنه سيترتب عليه بطلان حج الحجيج وهي مفسدة أعظم من تحقيق مصلحة صيام ذلك اليوم إذ الحج العرفة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم…
وما دام أن الأمر ظن في ظن، فالعبرة بيوم وقوف الناس بعرفة بغض النظر عن كونه تاسعا عندهم ثامنا في مكان عاشر في مكان آخر…
وبالتالي فاليوم الذي ندب صيامه هو اليوم الذي يقف الناس فيه بجبل عرفة، واليوم الذي قبله هو يوم التروية واليوم الذي بعده هو يوم النحر…
هكذا دونت أسماء هذه الأيام في كتب الفقه جميعها
والله أعلم

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.