يوما ما ستدرك.. الذهاب للمنزل والعشاء مع عائلتك أجمل شيء في الحياة

المصدر : الصحافة الفرنسية

يمر كثيرون منا بحياة مقيدة، وتتخللها تارة لحظات حب وسعادة، وتضيع تارة أخرى بين نسق المشاغل الاجتماعية، ولكن لم تتفطن هذه النوعية من الناس إلى مصدر السعادة الحقيقي، ألا وهو العائلة.

كثيرون منا قللوا من شأن متعة السعادة مع العائلة، حيث لا يفكرون بأهمية وجود أقربائهم من حولهم. الكاتبة، سارة آس، في تقرير نشرته مجلة “سانتي بلوس” الفرنسية، ناقشت القضية، فما نصائحها؟

الوقت.. أثمن ما نمتلكه
أغلبنا يعيش رهين أجندته اليومية الخاصة، حتى أن حياته الاجتماعية رهينة وقته الخاص، ولا يفكر بترك وقت لعائلته. وقد حان الوقت الآن لتأخذ قسطا من الراحة بعيدا عن مشاغلك الخاصة، وأن تدرك حقيقة أن بين يديك جميع المكونات التي من شأنها أن تجعلك سعيدا في حياتك.

تمر رحلتنا الاجتماعية والمهنية والشخصية عبر عقارب الساعة، حيث نبدأ بالركض عكس عقارب الساعة لعلنا نلتحق يوما ما بركب السعداء، ولكننا دائما ما نصل متأخرين. وعلى الرغم من أننا نصمم على البحث عن السعادة ونبدي شجاعة وتهورا لتحقيق ذلك، إلا أننا نفتقد مبدأ أساسيا، يتمثل في أن السعادة لا تتحقق إلا عندما نتعلم تقدير ما لدينا.

السعادة تبدأ من البيت
الأسرة المثالية لا وجود لها، وقلة من الناس يرون عكس ذلك، إذ يقول روبرت نيوبيرغر، اختصاصي الطب النفسي، “على الرغم من أن جميع العائلات لديها رؤية معينة لمفهوم العائلة المثالية، فإنها تمتلك كذلك رؤية مختلفة للمعيار الذي يرتكز عليه هذا المفهوم”.

وهذا يعني أنه لا يمكن أن نتخذ النزاعات والاختلافات في الرأي والشجار بين الأقارب، ذريعة لتبرير عدم مبالتنا وابتعادنا عن الجو العائلي.

والحب العائلي هو مفهوم “مشترك لفظيا” يتضمن العديد من المشاعر والعلاقات الإيجابية. ووفقا للمختص في طب النفس، سارج هيفيز، “تجعل حالة اللامبالاة بين العائلة المرء يعيش في خلاف كامل مع عواطفه، الأمر الذي يجعل منه مجنونا”.

العائلة الملاذ الأخير
ليس هناك أي عذر لنبرر عدم التزامنا بالعائلة، خاصة أنها تبقى الملاذ الأخير والحامي الذي ينقذنا من أي تهديد خارجي. كما تعتبر العائلة بمثابة قاعدة حقيقية نرتكز عليها وعمادا يوميا نتشبث به، فهي توفر لنا الراحة والأمان والعطف في أي وقت نحتاج لذلك.

لهذا يشكل تقدير أهمية الجو العائلي ضمانا أساسيا لسعادتنا ويساعدنا في بناء هيكل متين لمواجهة تقلبات الحياة.

متعة البساطة في الحياة
أغلبنا يركز على متعة الحياة المادية لدرجة أنهم يتجاهلون أهمية وضرورة قضاء بعض الوقت مع من يحبون. كما أننا لا نحتاج بالضرورة إلى بذل جهد كبير من أجل البحث عن أفراد عائلتنا، وإنما تكون الإرادة كافية للحصول على هذه السعادة العائلية وفتح قلوبنا لمن نحب. فالأمر كله يتعلق بالتمتع بالملذات البسيطة للحياة واستغلال لحظات التآلف مع أفراد العائلة.

ويمكن أن نجد هذه السعادة البسيطة بوجبة عائلية خلال عطلة نهاية الأسبوع، أو بارتداء ثياب النوم والتمدد على الأريكة لمشاهدة فيلم، أو تناول الطعام مع العائلة بعد العمل. وعلى الرغم من أن هذه اللحظات المشتركة بسيطة للغاية، فإنها تساعد في بناء سعادتنا بشكل يومي، فهي بمثابة متنفس لنا بعيدا عن مشاغلنا اليومية.

إذا كانت عائلتك إلى جانبك، فأنت شخص محظوظ للغاية. لذلك، لا تفرط في هذه السعادة وحافظ عليها، وتعلم كيفية تقدير كل لحظة تقدم لك العائلة فيها مفهوم لذة الحياة المشتركة.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.