و ما تدري نفس ماذا تكسب غذا

أحد مفاتيح الغيب كسب الإنسان و رزقه الذي أعده الله به. فحين تأملنا للآية الكريمة:”و ما تدري نفس ماذا تكسب غذا” و كأنها مفتاح للمستقبل. على انه من الغيب الذي لا يجب على الإنسان أن يعيش في ضنك من أجله. فهو في علم الغيب و لا يعلمه إلا الله. و نحن ما علينا الا ان نسعى.

انظر إلى التعبير بقوله‏ تعالى:‏ “ماذا تكسب غذا”، فإن الإنسان قد يدري ماذا سيعمل غدًا، لكنه لا يدري هل سيكسب ذلك العمل أم لا‏.‏ فلو أن شخصًا عنده عمل في المكتب، ومرتب شؤونه، وقال‏:‏ غدًا أول شيء أعمله كذا وكذا، فإنه يكون قد علم ماذا يعمل غدا، ولكنه لا يعلم هل سيكسب ذلك العمل ويحصل له أم لا، ولهذا قال سبحانه‏:‏ ‏” و ما تدري نفس ماذا تكسب غذا”.

فأنت قد تخطط لعمل مستقبل كغد مثلًا، لكن لا تكسبه، فقد يحول بينك وبينه مانع من موت، أو مرض، أو شغل آخر ترى أنه أقدم منه أو ما أشبه ذلك‏.‏

أن يكتب رزقك وأنت في بطن أمك, وأن يُحدد عمرك قبل أن تولد, يريدك الله أن تعيش رافعارأسك, لا تنحنِ لأجل لقمة, ما كُتب لك سيصلك رغما عن أنف العالم كله, وعمرك لن ينقص منه لحظة, ولو اجتمعت جيوش العالم كله تريد قتلك, عش شامخا,
أما قرأت أنه “لــن يــصــيــبــنــا إلا مــا كــتــب الــلــه لــنــا”

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.