(وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم)

يفضل الإنسان في الغالب السلامة ويؤثر الراحة ،
وهذا منغرس في نفسه ، لكن مقادير الله سبحانه لا تأتي على ما يوافق هوى النفس ورغبتها،
فتأتي ذات الشوكة برغم صعوبتها ومرارتها لتحقيق غاية أعلى وتحصيل منفعة كبرى؛
كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في معركة بدر يتمنون عدم خوض الحرب، والحصول على القافلة بيسر وسهولة،

لكن إرادة الله تعلو ( ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)،
ربما تأتي الأقدار صعبة على النفس، ثقيلة على القلب،
تحمل معها اللأواء والشدائد وتثقل الكاهل بمرارات وغصص،

لكن الحكيم سبحانه وتعالى يقدرها لأن فيها الخير العظيم دنيا وأخرى؛

هل رأيت الطبيب كم هو قاس حين يقرر بتر عضو من أعضاء الإنسان؟!
ويدخله غرفة العمليات، ثم ينشر ذلك العضو بالمنشار دون شفقة ولا رحمة ،
لكنك تعلم حقيقة العلم أنه لم يرد سوى مصلحة المريض الذي يتمنى غير ذات الشوكة، لكن الحكمة تقتضي أن تكون ذات الشوكة…

فإن كان هذا في حق علم مخلوق قاصر، فما ظنكم بالحكيم العليم الخبير حين يقرر حدوث ذات الشوكة؟

لم يطلب منك أحد السعي لذات الشوكة أو تمني حدوثها، بل عليك مجاهدة ذلك جهاداً كبيراً ،
لكن إن وقعت بالرغم من اتخاذك جميع الأسباب المانعة لحدوثها فاعلم أن الله سبحانه قد قدرها لمنفعة تعود عليك في الدنيا والآخرة واستشعر أن أرحم الراحمين ومن وسعت رحمته كل شيء لم يقدر ذات الشوكة لك إلا بمقتضى علمه وحكمته وأن مآلك من ذات الشوكة رحمة كبيرة جداً تفوق على الألم الذي يحدث لك بتقديرها،
كيف لا وهو رحمن السماوات والأرض ورحيمهما….

قس هذا المبدأ على كل شؤون الحياة وتفاصيلها دقيقها وجليلها واعلم أن الله سبحانه يكتب لك الخير بذات الشوكة وإن كرهتها،
والموفق من وفقه الله سبحانه لتتبع حكمة الرب عز وجل في تقدير ذات الشوكة.

الشخ محمد رضوان ملاك

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.