والباقيات الصالحات

لماذا جاءت الباقيات الصالحات بعد ذكر المال والبنين في قوله تعالى
المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ؟

قيل في الباقيات الصالحات تفسيرات كثيرة
والذي يظهر لي ان الباقيات من المال
والصالحات من البنين
فالمال والبنون لا شك انهم زينة الحياة الدنيا لاجلهما يسعى الانسان ويتخذ الاسباب ويضحي بكل غال ونفيس ليحوز حظه منهما… هذه زينة الدنيا
اما زينة الاخرة واملها الواسع والعظيم وثوابها الجزيل هو في ادخار زينة الدنيا بالابقاء على شيء من ذلك المال في صدقة جارية او علم ينتفع به … والسعي في اصلاح اولئك البنين ليكونوا صالحين من بعدك يدعون لك ويبرون بك ويسيرون على طريق الصلاح الذي رسمته…
وعبر بصيغة جمع القلة في الباقيات لان مقدار الصدقة في الغالب لا يتجاوز الثلث وفيه ترغيب في ذلك بأنك لو ادخرت الجزء الاقل من مالك لآخرتك فقد نلت الثواب الجزيل والامل الواسع.
وعبر بصيغة القلة في الصالحات قد يكون لنفس الغرض الاول وهو ان تدخر ولو ابنا واحدا من ابنائك ليقود مسيرة الصلاح والاصلاح او لان الولد من العمل كما قال تعالى لنوح عليه السلام عن ابنه انه عمل غير صالح… كما يقال الاعمال الصالحات او كما في آية اخرى وعملوا الصالحات.
ومن قوله صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث منها وولد صالح يدعو له
نفهم ان الولد الصالح من العمل لانه يتولى مهمة عملك بعد موتك بأن يكتب صلاحه واصلاحه في ميزان اعمالك…فالولد الصالح من الصالحات…
وبهذا النظر يكون الربط بين ذكر المال والبنين وذكر الباقيات الصاحات…
والله اعلم.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.