واشنطن بوست: رغبة الإمارات بالحصول على أسلحة نوعية أمريكية وراء تطبيعها مع إسرائيل

قال المبعوث الأمريكي الخاص السابق للشرق الأوسط دينيس روس، إن الاتفاق الإسرائيلي- الإماراتي هو خطوة مهمة للسلام ويرسل رسالة مصيرية للفلسطينيين.

وقال إن إعلان الرئيس دونالد ترامب “كان خبرا مفرحا مع أننا لا نسمع هذه الأيام أخبارا سعيدة من المنطقة، انفجار بيروت والنزاعات الإقليمية وكوفيد-19”.

لكن إعلان الخميس كان “تطورا يثير الأمل”، وما كان يجري تحت الطاولة أصبح فوقها. ويمكن الاعتراف بالتعاون الأمني بشكل مفتوح ولن يظل في السر.

وسيكون بإمكان الشركات الإسرائيلية التعاون مع الإماراتية مباشرة، وأن يستخدم رجال الأعمال جوازات سفرهم الإسرائيلية. وسيحل محل الممثلية غير المباشرة في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة سفارة إسرائيلية في أبو ظبي.

وتساءل روس: “لكن لماذا الآن؟ يبدو أنه الطريق الوحيد لوقف ضم إسرائيل للضفة الغربية، مع أن الإمارات لم تكن في مقدمة جبهة دبلوماسية لصنع السلام ولم تكن علاقتها قوية مع رئيس السلطة الوطنية محمود عباس”.

ويعلق روس أن التطبيع ربما جاء ثمنا للحفاظ على حل الدولتين التي كانت عملية الضم ستقتله، وضربة وقائية لمنع إيران وربما تركيا من استغلال الغضب الشعبي على عملية الضم”.

لكن هذا ليس كل الصورة. فقد قامت الإمارات بالتواصل مع إدارة ترامب وعرضت اتفاق سلام رسمي مع إسرائيل مقابل وقف الضم. وفي نفس الوقت تريد الإمارات كما شرح مسؤول أمريكي للكاتب الحصول من خلال السلام على منتجات عسكرية كانت خارج استطاعتها مثل الطائرات المسيرة المتقدمة.

وحتى هذا الوقت، رفضت الولايات المتحدة تقديم تلك الأسلحة إلى الإمارات من أجل الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. وفي الوقت الذي تم فيه تأكيد التفوق النوعي من أجل توفير الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية والردع، إلا أن السلام هو جزء من هذه الحسابات.

فقد وفرت الولايات المتحدة الأسلحة المتقدمة لمصر بعدما وقّع الرئيس المصري أنور السادات معاهدة سلام مع إسرائيل. ومن هنا فمعادلة تخفيف متطلبات التفوق النوعي عندما تعقد دولة سلاما مع إسرائيل ستطبق على الإمارات.

ومن هنا فالفكرة هي تأكيد أن السلام مع إسرائيل ستنتج عنه منافع اقتصادية وأمنية طويلة الأمد، حتى لو عرضتهم في المدى القصير، كما يتوقع الإماراتيون لمخاطر من إيران والمتشددين الإسلاميين. وربما كانت محاولات أمريكا تخفيف ارتباطها بالشرق الأوسط وراء القرار الإماراتي والحاجة لأن يكون البلد قادرا على الدفاع عن نفسه.

وتساءل روس إن كان التطبيع هو هدية كافية لمنع رئيس الوزراء الإسرائيلي من ضم الضفة الغربية؟ ربما كان هذا صحيحا ولكن نتنياهو قال قبل فترة “موضوع تطبيق السيادة ( الضم) هو في واشنطن”.

وهذا هو أسلوب نتنياهو لإخبار اليمين المتطرف من أنه لا يستطيع المضي في عملية الضم بدون موافقة من إدارة ترامب.

وفهمت القيادة الإماراتية هذا الأمر، وتحركت كما يقول لمنح إدارة ترامب ذريعة لقول لا. وفي الحقيقة منحت الإمارات إدارة ترامب للتفاخر أنها قادرة على تعزيز السلام بين إسرائيل والعرب حتى بدون شمل الفلسطينيين.

ولن يقبل الفلسطينيون القرار الإماراتي لأنه سيعطي إسرائيل منافع السلام بدون إنهاء الاحتلال. وهذا صحيح، لكنه رسالة للفلسطينيين أيضا أن الآخرين لن ينتظروهم، وسيظل وضعهم في حالة ضعف طالما لم يتقدموا بمقترحات مضادة للتفاوض غير التركيز على مظلوميتهم وروايتهم ومواقفهم.

ويرى روس أن كوفيد-19 فتح المجال أمام فرص للتعاون بين دول المنطقة وإسرائيل في مجالات الصحة والتكنولوجيا والأمن.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.