نيويورك تايمز: انكشف الغطاء عن بن سلمان.. فهو ليس مصلحا بل ديكتاتور

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” افتتاحية علقت فيها على فرق القتل التي استخدمها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لملاحقة المعارضين له قائلة إنه مثل الحاكم الديكتاتوري كان له فريق من القتل والخاطفين. وبدأت الصحيفة بالقول: “ليس مستغربا، وللأسف، أن السفاحين السعوديين الذين ذبحوا جمال خاشقجي كانوا فريقا سريا من منفذي العمليات لولي العهد محمد بن سلمان. فقد كانوا يراقبون ويختطفون ويعتقلون ويعذبون المعارضين السعوديين ولأكثر من عام وقبل أن يسافروا إلى اسطنبول لقتل وتقطيع الكاتب في “واشنطن بوست”.

وأشارت الصحيفة للتقرير الذي أعده مراسليها مارك مازيتي وبن هبارد واعتمدا فيه على تصريحات مسؤولين مطلعين على وثائق سرية. فقد كان الفريق معروفا لدى المسؤولين الأمريكيين باسم “مجموعة التدخل السعودي السريع” ونفذت عشرات العمليات قبل إعدام خاشقجي. وتعتقد الصحيفة أن الكشف عن الفريق المتخصص بالإغتيالات وملاحقة المعارضة ليس مفاجئا في ضوء المعلومات البائسة التي خرجت عن فريق القتل وولي العهد منذ عملية الإغتيال الوقحة لخاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول التي صدمت العالم في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وليس مستغربا أيضا بسبب المحاولات الخرقاء التي قام بها الأمير محمد لإنكار القتل ومن ثم تحميله على من قال إنهم تجاوزوا الأوامر ويواجهون المحاكمة في قاعة المحكمة لم يحضرها أي طرف مستقل. وتعلق الصحيفة قائلة: “في الخمسة الأشهر التي مرت منذ عملية القتل عرف العالم أن الأمير محمد ليس ليبراليا حداثيا حسبما قدم نفسه للقادة الغربيين والزوار ولكنه ديكتاتورا قمع من تحدوا صورته وسلطته”.

ومن هنا تعتقد الصحيفة أن مجرد وجود فريق سري من المنفذين يؤكد حقيقة أن مقتل خاشقجي لم يكن “عملية مارقة” نفذها أعضاء موالون في الحاشية ضد ناقد مزعج. بل على العكس فجريمة القتل كانت ” جزءا من حملة منظمة لإسكات المعارضين وأشرف عليها مساعد كبير للأمير محمد وهو سعود القحطاني، وأشرف على العمل الميداني ضابط مخابرات رافق ولي العهد في رحلاته الخارجية، أي ماهر عبدالعزيز المطرب”. وبحسب المسؤولين الأمريكيين فقد قام الفريق بمجهود كبير لدرجة أنه طلب في حزيران (يونيو) إجازة وعلاوات. وتقول الصحيفة إن السعودية هي ملكية مطلقة وتطبق تفسيرا متشددا من الإسلام وكانت دائما على قائمة منتهكي حقوق الإنسان. إلا أن صعود والد الأمير محمد، الملك سلمان إلى العرش عام 2015 وظهور الأمير محمد فيما بعد كوريث للعرش زادت وتيرة القمع والإعدامات لمستويات لم يشهد مثلها منذ عقدين. وبحسب منظمة سجناء الضمير السعودية التي تتابع شؤون السجناء في المعتقلات، فهناك أكثر من 2.600 معارض، منهم كتاب وأساتذة جامعات ومحامون وناشطات في مجال حقوق الإنسان، في المعتقلات السعودية في وقت انشغل فيه ولي العهد ببناء صورته كمصلح. وأرفق قراره السماح للمرأة بقيادة السيارة بسجن النساء اللاتي كافحن من أجل تحقيق هذا المكسب للمرأة.

وجود فريق سري من المنفذين يؤكد حقيقة أن جريمة قتل خاشقجي لم يكن “عملية مارقة”، بل على العكس كانت ” جزءا من حملة منظمة لإسكات المعارضين وأشرف عليها مساعد الأمير محمد هو سعود القحطاني، وأشرف على العمل الميداني ضابط المخابرات المطرب الذي رافق بن سلمان في رحلاته الخارجية
وتقول الصحيفة إن الكشف عن حملة لملاحقة المعارضين ومنها جريمة قتل خاشقجي”يعري كل الأوهام عن الأمير محمد”. وتشير الصحيفة هنا لما ورد في صحيفة “الغارديان” البريطانية عن وجود علامات صدع في العلاقة بين الملك وابنه. وأن الملك سلمان بدأ بسحب عدد من المسؤوليات من ابنه الذي لم يحضر سلسلة من الإجتماعات الوزارية المهمة ولقاءات مع دبلوماسيين ومسؤولين زاروا المملكة في الأسبوعين الماضيين.

وتعلق “نيويورك تايمز” أن الرئيس دونالد ترامب وصهره جارد كوشنر اللذان صمما معظم السياسة الخارجية في الشرق حول علاقات جيدة مع ولي العهد، حاولا التقليل من تداعيات مقتل خاشقجي. إلا أن الكونغرس أظهر الأسبوع الماضي أنه مستعد للتخلي عن الرئيس في موضوع السعودية عندما صوت لصالح 54 صوتا مقابل 46 صوتا ودعا البيت الأبيض وقف الدعم العسكري الامريكي للحرب السعودية في اليمن، وهو النزاع الذي خلق كارثة إنسانية في البلد. ومن المتوقع أن يتبع مجلس النواب قرار مجلس الشيوخ. وفي الوقت نفسه دعت الصحيفة الكونغرس المطالبة بالكشف عن كل السجلات الأمنية المتعلقة بمقتل خاشقجي وعن الفريق الذي ارتكب الجريمة ودور الأمير محمد. ويحتاج الكونغرس المطالبة بالإفراح الفوري عن السجناء السياسيين الذين كتب عنهم ودعمهم جمال خاشقجي في المقالات التي أنهت حياته. ولو استمر ترامب في دعم هذا الأمير المدمَر والمدمِر فيجب على الرئيس استخدام كل ما لديه من أوراق نفوذ للحصول على تنازلات في مجال حقوق الإنسان.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *