نعم الله

يَـا ولـدي ..
إنْ تعـداد النِّعَم ؛ مِن الشُكر ..
الشُكـر يُـورِث المَـزيد ..
والمَـزيد ؛ يُـورِث الجنـّة ..
وأوّل واجبَـات النـِّعَم ؛ الإنصـات إلـى دَبـيبها !

قُـل الحَـمد لله ..
إذا لَـم تَسقـطْ من ذاكَــرة الإيمـان ..
وظلّت القَـدم على ثَباتـِها !

الحَـمد لله ..
للباطن الذي بَقـي في أعيُـن النَـاس مَستُـورا .

الحَمـد لله ..
على الأحـلام التي لمْ تَـعُد مُؤجَلّـة .

الحَـمد لله ..
على السـّفن التي لَـمْ تغـرَق ؛ رغـمَ أمـواج الفـِتن .

الحَـمد لله ..
أنْ هَـيَّأ بوّابَـة الوصـول ؛ لِمَن كانوا في المنِـافـي البَعـيدة .

الَّلهُـمَّ إنَّ أعيُننا مـِن النـِّعَم ؛ مَليئةٌ بـِالاعتراف ..
ولكَـن ؛ { وَقَلِيـلٌ مِّـنْ عِبـَادِيَ الشَّكُـورُ } ..
فـاجعلنـا يَـا مَـولاي ؛ قَليـلٌ مـِن قَليـل !

الشّاكـرون فـي كُـل زمَنٍ يَقـِلُّ عَـددهُـم ..
وعنـد الله ؛ يَجِـلُّ قُـدرهم ..
وجُلسَـاء الـرّحمَـن ؛ هُـمُ الشَّـاكـِرون !

سـِرْ بالحَـمد ؛ تَـكُـن الزِّيـادة طَـريقـك ..
ولا تَمُـت ؛ قَـبل أنْ تَكـون مـِن أهـل الخَزائـن ..
واعبُـر مـِن الشُّكـر ؛ إلـى المَـزيـد ..
ومَـن عَـرف قَـدر مَطلوبـه ؛ سَـهُل عَليـه بـذْلُ مَجهـوده !

يَـا ولَـدي ..
مَنْـعُـه ؛ عَطــاء ..
فالحَـمد لله حتّى على مَـا صـَرف !

فَـلا يُلـجِمَنـّك الشّيطـانُ ؛ عَـن الشُّكـر فـي كُـل الأقـدار ..
وإياك أن تـلقَـى الله بـِرهـَانِ إبليـس ..
{ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } !

يَـا قَــوم ..
لا تَـملُّـوا النـِّعَم ؛ فتَعـودُ عَليكُم نِـقـَم ..
وَ وراء كُـل استهتـارٍ بالنـِّعمَةِ ؛ حَسـرة !

وإيـّاكُـم مـِن ( النـِّعُم المُنافـِقة) .. الّتي يُبتغـى بها وَجـه النَّـاس .

تـلك نـِعَمٌ ؛ كانَـت مَتاعـاً ..
ثُـمَ أصبحـت يَـوم الحَشـر ؛ التِياعَـاً !

وكُـلّ نـعمةٍ لا تُقَـرِّب إلـى الله ؛ استـِدراج !

قَـال سُفيـان :
{ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } ..
نُسبـِغُ علَـيهم النـِّعَم ، ونَمنعهم الشُكـر !

اعتَـدلَ الشيخ في مَجلسه ؛ ثُـم قَـال :
يـَا ولَـدي ..
لَـنْ تَـذبُل لَـك نـعمةٌ ؛ وأنـت بالحَـمد تَسقيها ..
قَـد قَـال الله { وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } !

فَقُـل :
حَمْـدكَ عـافِيَتي ، وعـاقِبتـي ، وزِيادتـي ..

ياولدي .. سَـمِع اللهُ لمَـن حَمـِد !

ثُـمّ دعَـى .. ثُـمّ شَكـى ..
ثُـمَّ بكـَى ..
سَمـِع الله لمـَن بـه أسَـى !

٠
٠
د_كفاح_أبو_هنّود
في_صحبة_الأسماء_الحسنى

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.