ناجي العلي في ذكرى رحيله..

مسيرة لاجئ اختزل القضية الفلسطينية في رسوماته
50 عاما هي كل عمر الرسام الفلسطيني ناجي العلي، لكنها كانت كافية لتجعل من شخصية حنظلة التي ابتكرها رمزا باقيا للقضية الفلسطينية.
بدأ العلي رحلته الطويلة كلاجئ في مخيم عين الحلوة بلبنان، وانتهت باغتياله في العاصمة البريطانية لندن.

وكان لبنان المحطة الأبرز والأكثر عطاء في مسيرة ترحال طويلة عاشها الرسام الفلسطيني.

ولد العلي في قرية الشجرة بفلسطين عام 1937، وهجّر إلى لبنان وهو في الـ11 من عمره، عانى اللجوء في مخيم عين الحلوة، ومن هنا بدأ تعبيره عن نفسه وعن الحياة باللون الأسود، حيث كان يرسم بالفحم على الجدران.

انقلبت حياة العلي حين التقى بغسان كنفاني خلال زيارته لمخيم عين الحلوة، حيث سلمه 4 صور كاريكاتيرية نشرها كنفاني في مجلة “الحرية” عام 1961، وكانت المجلة البوابة التي فتحت المجال للرسام الفلسطيني لدخول عالم الصحافة.

سافر إلى الكويت، وعمل رساما للكاريكاتير في مجلة الطليعة الكويتية، ثم انتقل بعد 5 أعوام إلى جريدة السياسة الكويتية وظل يرسم الكاريكاتير فيها حتى عام 1975 تاريخ التحاقه بجريدة السفير اللبنانية التي ظل بها حتى الاجتياح الإسرائيلي عام 1982.

وظهرت شخصية العلي في جريدة السفير، حيث كان تقرأ من الصفحة الأخيرة بسبب رسومه.

واختزل الرسام القضية الفلسطينية في رسوماته بطريقة فنية مبدعة، حيث اخترع شخصيات تبقى جزءا من الهوية الفلسطينية، وبدأت شخصية حنظلة تظهر في رسوماته عام 1969، وهي الشخصية التي تعبر عن روح اللاجئ الفلسطيني وهوية الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل استقلاله.

رسم العلي قرابة 40 ألف كاريكاتير خلال مسيرته الفنية، وكانت ريشته مشرطا يحاول استئصال كل الأورام الخبيثة في الجسم العربي، وتميزت رسوماته بالجرأة والصراحة وملامسة هموم الناس وتوجهات الشارع العربي.

توفي ناجي العلي يوم 29 أغسطس/آب 1987 في لندن متأثرا برصاصة أطلقت عليه في 22 يوليو/تموز من نفس السنة، في عملية اغتيال لم تتحدد بشكل قاطع الجهة التي قامت بها، ودفن في لندن خلافا لرغبته بالدفن في مخيم عين الحلوة حيث قبر والده.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.