موسى ابن نصير

هِمَم شُيُوخٍ عانَقُوا النُّجومَ بعد أن شابَتْ لِحاهُم، وناطَحُوا السُّحُبَ بعد أن ابْيَضَّتْ رؤوسُهم، فأَحْيَت الذِّكْرى في القَلْب الشُّجُون، وأَيْقَظَتْ في النَّفْس التَّشَوُّفَ لأَمْجاد غابِرة.

▪️لقد كان أَمِيْر إفْرِيْقِية والمَغْرب من قِبَل الأُمَوِيِّين موسى بن نُصَيْر رحمه الله تعالى يُباشِر القتال بنَفْسِه، وهو في أواسِط العَقْد الثَّامِن من عُمُره، حين كان يَفْتَح بلادَ الأَنْدَلُس، وجنوب فرنسا، ويَتَطَلَّع إلى فَتْح رُوْمِيَّة، ثاني المُدُن المُقَدَّسة عند نَصارى أوروبا، ومَقَرّ الكاثوليكيَّة في العالم، وعاصمة الإمبراطورية الرُّومانية لقُرُون عديدة، ومَهْوَى أَفْئِدة أَكابِر الأوروبيين، ورِعاعِهم على حَدٍّ سَّواء.

▪️وكان أَمِيْرُ دولة المُرابِطِيْن الضَّخْمَة يوسف بن تاشفين رحمه الله تعالى يُقارِبَ الثَّمانِيْن عامًا يوم أن قاد جَيْشَ المسلمين في مَعْركة الزَّلَّاقة الخالدة، وكان يَتَعَرَّضُ للشَّهادة يَوْمَها؛ رَجاء أن يَنالَها.

▪️وكان الشَّيْخ فَرْحان السَّعْدي رحمه الله تعالى في أواخر العَقْد الثَّامِن، وأوائل العَقْد التَّاسِع من العُمُر، حين شَرَع يُجاهِدُ الاحْتِلال البريطاني البَغِيْض لأرض فلسطين المسلمة، ويُصاوِلُ اليهودَ الذين وَطَّنَتْهم بريطانيا في تلك الأرض المُبارَكة.

▪️وكان الشَّيْخ أحمد ديدات رحمه الله تعالى يَطُوف العالم وهو في العَقْد التَّاسِع من عُمُره، فيُناظِرُ القُسُسَ بذَكاء إياسِيّ، ويُفْحِمُهم بذاكِرة بُخارِيَّة.

*( اللهم ارْزُقْنا هِمَمًا عالية، لا تَرْضَى بما دُوْنَ الجَنَّة، ونُفُوسًا تَوَّاقَةً للمَعالِي، لا تَقْنَعُ إلا بإحْدى الحُسْنَيَيْن ).*

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.