موجة الإعدامات في مصر تُجدد الغضب ضد النظام على شبكات التواصل

تسببت وجبة الإعدامات الجديدة في مصر التي طالت تسعة أشخاص من الشباب المؤيدين للثورة بموجة من الغضب ضد النظام على شبكات التواصل الاجتماعي، وسط إدانة كبيرة للتوسع في تنفيذ أحكام الإعدام.

ونفذت السلطات المصرية حكم الإعدام بحق تسعة من المعتقلين السياسيين فجر الأربعاء الماضي في القضية المعروفة الإعلامية باغتيال النائب العام السابق هشام بركات عام 2015 وهم تسعة شباب أغلبهم دون الثلاثين من العمر، فيما كان أحدهم قد قال للقاضي سابقا إن كل اعترافاته أخذت منه ومن زملائه تحت الإكراه، وأن المحققين عذبوهم بالصعق بالكهرباء لإجبارهم على الاعتراف بما لم يرتكبوه.

وأطلق النشطاء المصريون منذ ما قبل التنفيذ بيوم حملة على شبكات التواصل تحت الوسم “#لا_لتنفيذ_الإعدامات” حيث شارك العديد من النشطاء داخل مصر وخارجها في المطالبة بوقف هذه الإعدامات.

وغرد وزير التخطيط والتعاون الدولي السابق عمرو دراج، معتبراً أن “دماء هؤلاء الشهداء التسعة هي عربون استعادة الثورة في مصر” وأكد أنه: “لا عذر بعد الآن لمن يعرقل العمل الوطني الجامع ولا يسعى لتجميع الصفوف”.

أما الحقوقي هيثم أبو خليل فأطلق عدة مناشدات لعمل وقفات أمام القنصليات والسفارات المصرية في الخارج، وتساءل بعد تنفيذ حكم الإعدام: “هل سيرحمنا ربنا ونحن عاجزون عن وقف كل هذا القتل؟ وكيف سيكتب التاريخ عنا وهذا يحدث أمام أعيننا؟”.

وكتب السياسي الليبرالي عمرو عبد الهادي أنه يجب مواجهة النظام والأحكام الصادرة منه بالدفاع الشرعي عن النفس وليس بالهاشتاغات، ووصف السيسي بأنه “صهيوني يرتكب جريمة أخرى في حق الشعب المصري”.

ورأى عبد الهادي أنه يجب إصدار بيان واحد من كل السياسيين والإعلاميين في الخارج من جميع الأيديولوجيات، يمهلون فيه السيسي 24 ساعة ليعلن وقف الإعدامات، وإلا “سيكون من حق الجميع الدفاع الشرعي عن أنفسهم أمام نظام السيسي بكل قوتهم”.

وأعاد النشطاء تداول مقطع مصور لمحمود الأحمدي أحد الذين تم إعدامهم فجر الأربعاء وهو يدلي بشهادته في المحاكمة حول التعذيب الذي تعرض له والصعق بالكهرباء والتهديد بالاغتصاب وإجباره على الاعتراف بارتكاب جريمة لم يرتكبها، وتداولا جملته الشهيرة: “تمت كهربتنا لمدة تكفي مصر 20 عاما، أعطني صاعقا كهربائيا وسأجعل كل الموجودين في القاعة يعترفون أمامك بجرائم لم يرتكبوها”.

ووصف الصحافي عمرو القزاز شهر شباط/فبراير بأنه “أسود” حيث تم تنفيذ حكم الإعدام على 15 معارضا سياسيا في أقل من شهر قبل طرح التعديلات الدستورية للاستفتاء على الشعب.

وكتب فاضل سليمان: “اللهم اجعل روح كل من قتل مظلوما لعنة على قاتله تمنعه النوم واملأ صدره وعقله بالاكتئاب قدر ما ملأ قلوب الأمهات بالحزن”.

وغرد الإعلامي والناشط عبد الله الشريف قائلاً: “أول أمس مقتل 15 جنديا في سيناء، وبالأمس مقتل 16 شابا في محاولة للايحاء بالقصاص، واليوم أعدام 9 شباب آخرين قابلت منهم احمد الدجوي واشهدكم وأشهد الله اني على يقين من براءته، جمهورية الدم في نصف أسبوع فقط.. اللهم ان هذا منكر لا يرضيك، اللهم ان هذا منكر لا يرضيك، اللهم إن هذا منكر لا يرضيك”.

وكتب عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين محمد اليوسفي عن هذه الإعدامات: “السيكزوفرينيا الحقوقية هي الوجه الخفي لصناعة الديكتاتورية… لا للإعدامات… لا للمحاكمات غير العادلة”.

أما الإعلامي التونسي جمال الهاني فعلق على هذه الإعدامات قائلاً: “مصر تمارس توحش الدولة”.

وكتب عبيد الخليفي منددا بهذه الإعدامات: “وتتوالى مجازر السيسي.. في قضية اغتيال النائب العام المصري هشام بركات تتم إدانة هؤلاء الشباب، لم تتوفر لهم محاكمات عادلة، وكانت المحاكمة مستعجلة لأن نظام السيسي يريد نجاحا أمنيا وتثبيت قدرته على الوصول للجناة”.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *