متى يصبح التبول اللاإرادي لطفلك مؤشرا لأمراض أخرى؟

بمجرد أن تنجح الأم في تدريب طفلها على التخلص من “الحفاض”، تنتهي مشكلة كبيرة تواجهها خلال السنوات الأولى من عمر الطفل، ولكن ماذا لو أن طفلك فقد القدرة على التحكم في نفسه، ومن ثم واجه مشكلة التبول اللاإرادي، التي تسبب حرجا للطفل بين أقرانه وآثارا نفسية سلبية، لا سيما مع التقدم في العمر؟

وتبلغ نسبة انتشار التبول اللاإرادي بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات بين 12 و25%، وفي حال الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 من العمر تبلغ نسبة انتشار تلك المشكلة الصحية بين 7 و10٪، وتقل تدريجيا مع ازدياد العمر لتتقلص إلى ما بين 2 و3٪ للأطفال البالغين 12 من عمرهم.

ما التبول اللإرادي؟
يُعرف الدكتور مؤمن سعد طبيب الأطفال وحديثي الولادة التبول اللاإرادي بأنه انسياب البول تلقائيا وبشكل متكرر يتراوح بين مرتين وثلاث مرات أسبوعيا لدى الطفل الذي تجاوز عمره خمس سنوات خلال النهار أو أثناء النوم، ويعرف أيضا بأنه عبارة عن فشل الطفل في التحكم في التبول بعد سن خمس سنوات.

أسباب التبول اللاإرادي
– حسب الجنس: التبول اللاإرادي أكثر في الأولاد عن البنات بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبا.

– العامل الوراثي: إذا كان كلا الوالدين أو أحدهما يُعاني من التبول اللاإرادي في الصغر، فيكون الطفل معرضا لذلك بنسبة أكبر، وقد يستمر في فترة المراهقة وأحيانا الشباب.

– فرط الحركة وقلة الانتباه لدى الأطفال: تجعلهم أكثر عرضة للتبول اللاإرادي.

– ضرب الطفل وتوبيخه أمام إخوته إذا تم عمر ما بين 3 و5 سنوات ولم يتحكم بعد في عملية التبول.

– الطفل الجديد: عندما يُولد طفل جديد في العائلة يُلاحظ الطفل الكبير (الذي كان قد تحكم في تبوله من قبل) أن الصغير يرتدي “الحفاضات”، إلا أنه يلقى اهتماما وحبا من والديه أكثر منه فيبدأ هو الآخر بالتبول مرة أخرى لجذب الانتباه.

– فقدان أحد أفراد الأسرة أو شخص عزيز سواء بالسفر أو الوفاة.

– ضرب ومعاقبة الطفل باستمرار، حيث يتولد لديه شعور بالرفض فيزداد سوءا.

– يرتبط التبول اللاإرادي أيضا بحدث معين كأول يوم في الدراسة بنسبة 8%، أو ليلة الامتحان بنسبة 30%، أو أن ينام الطفل في مكان غير مكانه الذي تعود عليه.

التبول اللاإرادي يزداد بين الذكور بمقدار ثلاثة أضعاف عن الإناث (مواقع التواصل)

– بعض الديدان: مثل الدودة الدبوسية في الأطفال التي تسبب هرش الطفل في منطقة الشرج، خاصة أثناء النوم.

– مرض السكر عند الأطفال يؤدي إلى التبول اللاإرادي.

– أمراض الجهاز البولي: مثل الحصوات والالتهابات.

– عيوب خلقية: مثل مرض السنسة المشقوقة في الظهر إذا ضغطت على النخاع فإنها تؤدي إلى التبول اللاإرادي.

– وجود لحمية بالأنف تؤدي إلى انسداد الأنف ويزداد الأمر ليلا فيقلق الطفل ثم يدخل في نوم عميق فلا يحس بالتبول.

– التهابات المثانة تجعل الطفل يقوم أكثر من مرة ليلا ليتبول، ومن ثم يتعب فيدخل في نوم عميق فلا يحس بالتبول أيضا.

– الإمساك المُزمن.

– نقص إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول من الغدة النخامية: أظهرت بعض الدراسات أن هذه المشكلة ترجع لنقص إفراز هذا الهرمون وهو المسؤول عن تنظيم دورة المياه في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة كمية البول المُنتجة أثناء النوم.

متى تجب مراجعة الطبيب
– إذا كان طفلك ما زال يبلل الفراش بعد سن خمس سنوات.

– إذا كان التبول اللاإرادي مصحوبا بألم أو بعطش غير عادي، أو شخير أثناء النوم، أو إذا كان لون البول ورديا.

الفحوصات اللازمة
– تحليل بول للتعرف على نسبة السكر أو التهابات الجهاز البولي.

– تحليل براز لمعرفة وجود ديدان أم لا.

– أشعة على فقرات القطنية والعجزية في بعض الأحيان.

– سونار على البطن والحوض لمعرفة الملاحظات غير الطبيعية في الجهاز البولي.

– أشعة بالصبغة في حالات العيوب الخلقية للجهاز البولي.

– منظار على المثانة لمعرفة الحصوات أو الأورام بها.

تجنب التحدث عن المشكلة أمام الآخرين وعدم مقارنة الطفل بغيره من الأطفال بالنسبة لتلك العادة (الألمانية)

نصائح للعلاج إذا انتفى السبب العضوي
– تجنب التحدث عن المشكلة أمام الآخرين، وعدم مقارنة الطفل بغيره من الأطفال بالنسبة لتلك العادة أو غيرها من العادات.

– الحفاظ على خصوصية الطفل بمنع العقاب أو الضرب خاصة أمام أشقائه، وعدم إخبارهم بالأمر.

– يمكن أن ينام الطفل في غرفة مُستقلة حتى لا يعلم أخوته بالأمر، ويُعاقب فقط بأن يرتب غرفته ويغسل ملابسه المبتلة وينظف سريره.

– التشجيع والإطراء عندما يبدأ الطفل في اكتساب عادة التحكم بالتبول بدل التأنيب والضرب.

– على الأمهات قضاء وقت مناسب مع الطفل عند ولادة طفل جديد وعدم التقصير تجاهه.

– تدريب الطفل على تفريغ البول عن طريق شرب كميات كبيرة من السوائل نهارا ويُطلب منه تأجيل التبول لبعض الوقت.

– يمكن للوالدين التناوب على إيقاظ الطفل ليلا خاصة في الشتاء.

– منع الطفل من شرب السوائل قبل النوم على الأقل بساعتين، خاصة المشروبات المنبهة.

– الابتعاد عن تناول الموالح والتوابل الحارة لأنها أحد أسباب التهاب المثانة، وبالتالي يزداد عدد مرات التبول.

– توفير جو أسري هادئ أمام الأطفال، والتحكم في الغضب أمامهم حتى لا يشعرون بالخوف، ومن ثم التبول ليلا.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.