ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة

نعم ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

القوة الحقيقية لا يقصد بها القوة الجسدية فقط بل القوة الحقيقية هي التي تتمثل بالإرادة التي لا يهزها شيء والتي لا تقهر، فليست القوة بمعاداة الحياة. بل القوة الحقيقية هي المقدرة على العيش فيها وتحقيق الغاية التي خلقنا من اجلها.

و في القرآن الكريم: ” وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ
كلمة قوة جاءت غير معرفة لتشمل جميع معاني القوة. اما رباط الخيل فكناية عن القوة العسكرية. و قد أتت معطوفة على أنواع القوة الأخرى.

فمثلا فلسطين أخذت أولا بقوة الدبلوماسية وقوة العاطفة التي ربطت هؤلاء بغاية واحدة لقرون حتى حققها أحفادهم، وبقوة الحصالات الصغيرة التي نحتقرها ويحتفظون بها في متاحفهم ويفتخرون بها كرمز لنضالهم الذي انتهى بضياعنا.

القوة لا تعني الرصاص فقط ففلسطين عندما بدأ الرصاص كانت شبه مختنقة بقوافل الهجرات للمتشردين اليهود الذين جاءت بهم قوة الاقناع والسياسة واللعب على الأوتار.

القوة تعني تقدمهم في الفيزياء والأحياء وتصدر باحثيهم للجوائز العالمية وبراءات الاختراع.

القوة تعني تمسكهم بلغتهم العبرية واعتزازهم بها وتطويرهم وتطويعهم لها لترافق العلوم والخوارزميات مقابل خجلنا بلغتنا وجرائمنا في حقها .

قوة عدم الاستهانة بالخطوات والانجازات الصغيرة بتثبيطها وتسفيهها بل تشجيعها وتعزيزها كمستوطنتهم الأولى بتاح تكفا ( مفتاح الأمل ) التي كانت بقعة صغيرة معزولة لتصبح اليوم كيانا نوويا يبتلع القدس والأقصى ويتمدد.

قوة تمسكهم بالتلمود ومجاهرتهم به وبأنهم دولة يهودية تمتلئ جامعاتها بجداريات الوعد الأخير وجبل الهيكل بلا مناورة ولا مراوغة.

نعم ما أخذ بتلك القوة يؤخذ بمثلها.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.