ليلة القدر… أمل يسبقه عمل…

إنهم يعيشون في الأوهام وينتظرون ليلة القدر لتحقيق أمانيهم وأحلامهم وتأتيهم بالنعم.

ليلة القدر ليست للأماني فمن يعمل خيراً يُجز به. ومن يعمل سوءاً يُجز به. يكثر الضجيج والبكاء في مختلف مساجد المسلمين ليلة 27 رمضان ويبدأ تجهيز قوائم الدعاء والطلبات ظناً أنها ليلة تحقيق الأمنيات بلا عمل ولا جهد. وتنهال الدعوات على الأعداء “الكفار ” فيزدادون في دولهم استقراراً وقوة في مختلف المجالات لأن مراكز الأبحاث عندهم لا تتوقف. وينفقون عليها ميزانيات مهولة ليحققوا المزيد من الرفاهية لشعوبهم.. بينما شعوبنا تخرج من ورطة لتقع في أخرى..

إذن فأين ليلة القدر؟
ليلة القدر هي التي أنزل فيها القرآن كما في صريح الآيات.. وهي ليلة غيّر الله فيها قدر هذه الأمة.. فمن فهمها أمنيات بدون جهد فهذا شأنه.. ومن فهمها تحريات في ليال دون أخرى فهذا شأنه.. لكن ما نفهمه من السياق العام أنها ليلة مضت وتكرارها ماذا سيفيد؟ نزل القرآن ليغير قدر العالم ويربط الأرض بالسماء إلى قيام الساعة.. ويشرح الصلات بين الله الواحد وبين عباده ويحسن صفات البشر ويرتقي بانسانيتهم وأخلاقهم بحيث يتعايشون ويتعارفون فيما بينهم ويحققوا شروط العبادة لله الواحد..
اعرف ربك وامض في دربك وغيّر قدرك نحو الأفضل وما نزل في ليلة القدر هو بين يديك الآن فاهتدي به…
لا تبحثوا عن ليلة القدر بين أعمدة المساجد فحسب ..
ابحثوا عنها في:
إطعام المسكين
وكسوة العاري
وتأمين الخائف
ورفع المظلمة
وإعالة الأرملة
ومسح رأس يتيم
ومساعدة مريض
وتفقد النازح
ومواساة الفقير …
فصنائع المعروف تقي مصارع السوء….
ابحثوا عنها في جامعاتكم
وأبحاثكم
ومزارعكم و مصانعكم
وإنتاجكم للمعرفة
ابحثوا عنها في كل أعمالكم

بالمختصر :
ابحثوا عنها في ضمائركم وأعمالكم قبل مساجدكم.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.