لاإله إلا الله

كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ عِندَ الكَربِ : ( لا إلهَ إلا اللهُ العليمُ الحليمُ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمِ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ ربُّ العرشِ الكريمِ ) .

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري- المصدر:صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 7426 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

شرح_الحديث

في هذا الحَديثِ يروي عبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهُما، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ يَقولُ عِندَما يَشْعُرُ باشتِدادِ الغَمِّ عليه، واستيلائِهِ على نَفْسِهِ الشَّريفةِ: «لا إلَهَ إلَّا اللهُ» أي: لا مَعبودَ بِحَقٍّ إلَّا اللَّهُ «العَظيمُ» القَدْرِ، الجَليلُ الشَّأنِ في ذاتِه وَصِفاتِه وَأفعالِه، «الحَليمُ» الَّذي لا يُعاجِلُ العاصيَ بِالعُقوبةِ، بَل يُؤَخِّرُها، وَقَدْ يَعْفو عَنه مَعَ القُدرةِ عليهِ؛ فهو القادرُ سُبحانَه على كلِّ شَيءٍ، ثمَّ يُكمِلُ دُعاءَه فيقولُ: «لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَواتِ والأرضِ»، أي: لا مَعبودَ بحقٍّ إلَّا اللهُ جلَّ جَلالُه، خالِقُ العَرشِ العَظيمِ الكَريمِ، وخالِقُ السَّمواتِ والأرضِ، وخالِقُ كُلِّ شَيءٍ فيهما، وَمالِكُه، وَمُصلِحُه، والمُتَصَرِّفُ فيه كَيفَ شاءَ، وكما شاءَ،، «رَبُّ العَرشِ الكَريمِ»، والعَرْشُ: عرْشُ الرَّحمنِ الذي استوَى عليه جلَّ جَلالُه، وهو أعْلَى المَخلوقاتِ وأكبرُها وأعظمُها، وقد وصَفَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّه عَظيمٌ وبأنَّه كريمٌ، أي: وبالعَظَمةِ مِن جِهةِ الكَمِّيَّةِ، وبِالحُسنِ مِن جِهةِ الكَيفيَّةِ.
وهذا الدُّعاءُ مُشتمِلٌ على تَوحيدِ الإلهيَّةِ والرُّبوبيَّةِ، ووَصْفِ الربِّ سُبحانَه بالعظَمةِ والحِلمِ، وعَظمتُه المطلَقةُ تَستلزِمُ إثباتَ كلِّ كَمالٍ له، وسَلْبَ كلِّ نقْصٍ عنه، وحِلمُه يَستلزِمُ كَمالَ رَحمتِه وإحسانِه إلى خلْقِه؛ فإذا عَلِمَ القلبُ هذا وتحقَّقَه أحَبَّ اللهَ تعالَى وأجَلَّه، فحصَلَ له مِن الابتهاجِ واللَّذةِ والسُّرورِ ما يَدفَعُ عنه ألَمَ الكَرْبِ والهمِّ.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.