كيف خسرت الحركات الإسلامية المجتمع ؟

المصدر حملة سنحيا كراما لمتابعي الدكتور حازم صلاح أبو اسماعيل

في إطار سعي حملة سنحيا كراما لتقديم مراجعات شاملة لما حدث في مجتمعاتنا العربية في الأعوام الماضية ..
وفي إطار سعي الحملة لتقديم وإبراز معالم المشروع الإصلاحي للإمام الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ..
نقدم لكم هذه المادة النادرة، والتي يتناول فيها الشيخ – فرج الله كربته – تحليلًا لأهم أزمات الحركات الإسلامية المعاصرة، والتي نلخصها فيما يلي:

1️⃣ فقدان مركزية الدعوة إلى “الانحياز إلى الله والتسليم له ” كأساس لكل أنشطة تلك الحركات الدعوية والسياسية.
2️⃣ إشغال المجتمع بالخلافات الفقهية والكلامية بعيدا عن معاركه الرئيسية، وهي معركة التحرر العقدي ( من الاتباع والتقليد والخضوع لغير قيم الإسلام) والتحرر السياسي، أي تحرير البلاد من الهيمنة الأجنبية وقوى الاستعمار والاستبداد التي تشل قدراته وتمنع انطلاقته.
3️⃣ التضخم السياسي لدى بعض الحركات الإسلامية الذي جعلها غير قادرة على إحداث توازن بين المبدأ والمصلحة، وبين الواقع والمثال، حتى صارت أغلب الممارسات السياسية لتلك الحركات ممارسات مقطوعة الصلة بهدي الإسلام وعقيدته مثل أي مجموعة سياسية لادينية أخرى، ومن ثم صار من المستحيل على الجماهير أن يفرق بينهم.
4️⃣ التشوش في فهم الدين وفي فهم الواقع، وتصدير غير المؤهلين للواقع للإفتاء فيه وقيادة الجماهير، ومن ثم الإخفاق في قيادة الجماهير في سعيها الشرعي الشريف من أجل الحرية والعدل الاجتماعي وإحقاق الحقوق. ما أدى إلى تبني خصوم الفكرة الإسلامية لمطالب الجماهير وإظهار الحركات الدينية معزولة عن قضايا المجتمع الحياتية والمعاشية.
5️⃣ عدم القدرة على استيعاب حجم التعقيد والإشكالات التي أثارتها عملية التحديث في المجتمعات الإسلامية منذ قرنين من الزمان، وما صحبها من تغير في البني الاجتماعية والسياسية، وهو الأمر الذي يمكن الاستدلال عليه من فقر التصورات النظرية لطريقة إقامة الدين في مجتمع حديث. ما أدى في النهاية إلى العجز عن إنتاج خطاب يستصحب الجماهير ويراعي غياب الإسلام عنها منذ قرنين من الزمان.
6️⃣ صناعة ولاءات ضيقة مبتكرة بين أعضاء الجماعات والتنظيمات بعيدا عن روابط الإسلام، حتى صار هناك مايسمى بـ ” أخوة منهج ” أو” أخوة جماعة ” ، بل إن مفهوم ” الإخوة ” نفسه في بعض التيارات الإسلامية لا يطلق أصلا على عموم المسلمين، بل على من لهم مظهر معين فقط ! .. ولذاك فقد كان من الطبيعي بناء على تلك الولاءات الضيقة أن تقوم مصالح مختلفة ومتعارضة لأبناء هذه الجماعات والتنظيمات تختلف عن المصلحة العليا الجامعة للمسلمين.
7️⃣ ومن ثم كان من الطبيعي كذلك أن تنشأ خطابات كاملة تعتبر الجماعة هي الأمة بل وأحيانًا هي الدولة والخلافة، وتقيم الحروب وتسل السيوف وتسفك الدم بناء على ذلك!

كل هذه الأمور جعلت قضية الدين في المجتمع مجرد وجهة نظر، أو في أحسن الأحوال مسألة نخبوية يقع عاتقها على أكتاف جماعات معينة، وليست أمانة يحملها كل إنسان في ضميره، ويسعى تقربًا لله وبكل ما يستطيع أن يخدمها، إنصافا لنفسه أمام الله لا من أجل شيء آخر.
كما سهلت تلك الأسباب على خصوم المسلمين عزل الحركات الإسلامية عن أغلبية المجتمع – مع كونها وحدها تحملت عناء تمثيل الإسلام والدفاع عنه طوال القرن الماضي – بينما كان الشيخ الإمام حازم صلاح أبو إسماعيل فرج الله كربته يطرح مقاربة تؤدي إلى العكس تماما، وهي الاستحواذ على الجماهير مادامت جماهيرمسلمة في مجملها، ومخاطبتها بأصل الدين وبالحد الادنى فقط، ومراعاة الحال التي هي عليه الآن لا الحال المتخيل في الأذهان، والجمع بين إصلاح الإنسان وإصلاح الحكم، والاشتباك مع قضاياها الحاسمة واليومية، والتعامل مع منتجات الحداثة بشكل واقعي وتدريجي، وعزل خصوم الفكرة الإسلامية عن الجماهير باعتبارهم أعداء للبلاد وللدين معا.

وهو الأمر الذي لم يُفهم في حينه ..
ولم يوجد له رجالٌ بعد.

للمزيد من المراجعات، تفضل من هنا
https://www.youtube.com/playlist?list=PLKd_OPEHWrqilVnWob4wmi6eUICJb4nOa

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.