كيف أنجو من الفتن؟

1- الفتنة أمر قدري لا بدّ واقع.

2- الساعي في الفتن هالك والقاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي.
3- الفتنة عمياء مظلمة كقطع الليل المظلم، والعامّي مشتق من العمى، فإذا التقيا كانت ظلمات بعضها فوق بعض، ولا يبصر في الفتن إلاّ عالم، وخطر المتعالمين فيها أكبر منه في أيام الأمن إذ هم يفسدون ويظنون أنهم يصلحون.
4- وتيرة الفتن تصاعدية يرقّق بعضها بعضا كلّما رأى المؤمن إحداها قال هذه مهلكتي، فإذا جاءت التي تليها قال هذه هذه.
5- عدم القيام في الفتن والاعتزال لا ينافي السعي والقيام لإطفائها، والذين اعتزلوا من الصحابة كانوا أكبر الناس سعيا في إطفاء نارها.
6- الفتن والهرج والقتل الواقع في هذه الأمّة المرحومة ليس شرا محضا، ففيه من المكفّرات لذنوبها والرفع لدرجات علمائها الصابرين والدّفع لما هو أعظم من البلاء وميز الخبيث من الطّيب خير كثير.
7- مجموع الأحاديث دالّ على أن القلّة القليلة الّتي لا يتبعها الدهماء وعوامّ النّاس في الفتن هم الّذين على الحقّ والصراط المستقيم، والغرباء لا يكونون قطّ هم الأكثرين، وهم الأكثر صبرا على الأذى، الّذين تقع عليهم نبال طرفي الصراع في الفتنة.
8- لا بدّ في كلّ فتنة من طائفة من المؤمنين يعصمها الله عن الزّلل والوقوع فيها، وعن اتباع الهوى والارتكاس في الشهوات والشبهات، ساعية لإصلاح ذات البين صابرة على الولوغ في العرض والتّشويه والتّخوين والرّمي بالجبن والخور بل والسجن والقتل وسط البحر المتلاطم والموج الهادر من رعاع الخائضين في الفتن ومن لا يرقب في مؤمن إلاّ ولا ذمّة.
9- في الفتن مثال حيّ صارخ لخطورة الكلمة وعظم جرم الّلسان، فالكلمة أخطر من الرصاصة والّلسان أمضى من السيف، ولا تجد فتنة قطّ اشتعلت إلاّ ومنشأ أمرها كلمة قيلت في غضب أو فجور.
10- عند ظهور الفتنة تظهر حاجة الناس للعلم التي هي آكد من حاجتهم للطعام والشراب، والفتنة حصاد العلماء يموت منهم فيها من يموت، ويداهن منهم خلق، ويسكت وينعزل آخرون إيثارا للسلامة، وينصب سوق الجهل ويترأس السفلة والأراذل، وينطق السفهاء والرويبضة، ويفتي بغير علم الأبعد عن الورع والتقوى فيضلّ ويضلّ ويزلّ ويزلّ ويهلك ويهلك.
11- في أحاديث الفتن أنّ أخطر عدوّ يتهدّدنا هو من أنفسنا، وأنّ أعتى أسلحة فاتكة بنا شقاقنا ونزاعنا ، وفي أحاديث الفتن بيان لعصمة هذه الأمّة المرحومة من سنة عامّة يهلكنا الله بها كما أهلك الأمم من قبلنا، وفيها بيان عصمتنا من عدوّ خارجيّ يستأصل شأفتنا ، وفيها أنّه لا ضمانة لنا من أن يكون بأسنا بيننا حتّى يقتل بعضنا بعضا ويسبي بعضنا بعضا، وأنّنا لا نأمن إلاّ إن اتحدنا واجتمعنا وتأدّبنا بأدب الإسلام ووقّرنا كبيرنا ورحمنا صغيرنا وعرفنا لعالمنا حقّه وحكّمنا شرع ربّنا.
12- الفتن هي الرّحم الذي تخرج منه فرق الضلالة والبدع، وما من فتنة اشتعلت إلاّ وأنتجت مزيد تشرذم عقدي ومذهبيّ وفكريّ في صفحة عنق هذه الأمّة.
13- زمن الفتنة زمن ضياع الخلق وفساد ذات البين وذهاب المروءة والرّجولة وانعدام البرّ وعمل الخير، ومرتع للعداوة والبغضاء والشحناء بين المؤمنين، حتى يصير بعضهم أبغض لبعض من اليهود والنصارى، وتسمع من المؤمن في المؤمن ” إني أبغضه في الله “
14- في الفتن يقتل خيار النّاس وذوو الأحلام والنّهى وأهل العقول والحجى وخاصّة الله من خلقه من أهل الصيانة والديانة والورع والتقوى والتّألّه، ويبقى الناس في خلْف كجلد الأجرب من الأرذلين والجهّال وأتباع كلّ ناعق.
15- في الفتن الصّمت عبادة رفيعة القدر والأمر بالمعروف بالمعروف والنّهي عن المنكر بلا منكر آكد وأوجب، والعبادة في الهرج عال أجرها لمن سلم واجتبي واصطفاه الله.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *