كورونا و الدمار العالمي

كتب د. رسام البسمات

“ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”

ليس عقاباً من الله بقدر ما هو آية من آيات الله.

ليست خطورته في تأثيراته المميتة لكن خطورته تكمن في آثار الهلع العالمي الذي يتوقع له أن يصل للذروة في خلال الأسابيع الأربعة المقبلة. إلى جانب الآثار الاقتصادية المدمرة التي يتوقع أن تخلق حالة من السقوط القوي للبورصات العالمية قد يشابه يوم الثلاثاء الأسود التاسع والعشرين من أكتوبر 1929 والذي تلاه الكساد الكبير وفقدان ملايين الوظائف وانهيار وول ستريت.

في عالم مواز لعالمنا قامت خلال الأسبوعين الماضيين معظم ا لشركات العالمية بتجميد جميع تحركات السفر لموظفيها وإلغاء السفر للاجتماعات والمؤتمرات واسبدالها بالتواصل عن بعد ومؤتمرات الفيديو.

اختفت مطهرات اليد والمسحات المطهرة تماماً من جميع المخازن الكبرى ومتاجر الجملة والتجزئة وسيلي ذلك اجراءات وتعليمات للموظفين بالعمل من منازلهم. وسيتبع ذلك اجراءات منع التجمعات.

وإذا جاء الصيف ولم يتم احتواء الفايروس فستكون 2020 علامة تاريخية في منحنى هبوط الاقتصاد العالمي وبداية فصل من الكساد وتشريد ملايين الموظفين حول العالم.

آية من آيات الله يلفت بها عقول البشر للنظر إلى آثار ما كسبت أيديهم من الظلم والفجور والإلحاد والجبروت وإفساد الماء والهواء والتربة

آية من الله للبشر أن يرجعوا ويكفوا أيديهم ويقلعوا عن المعاصي والفجور والظلم وأكل الحقوق. آية لقادة الجيوش والطواغيت أصحاب القوة الغاشمة ومراكز القوة والمال أن يرحموا الشعوب المستضعفة وترجف قلوبهم لصرخات الضحايا والمظلومين.

أنين في المعتقلات وجوعى يتجمدون في زمهرير المخيمات وبكاء وحزن ابيضت له عيون أهالي المظاليم. مشردون بلا مأوى. احتكار للموارد الطبيعية والتجارة ومصادر الطاقة. إفساد في الأرض وحرب على الدين والعقيدة.

لم يتخلف عن ركب الفجور أحد. لا عرب ولا عحم.

فلتنفذي يا إرادة الله لمضاجع الطغاة وقلاع أباطرة المال وتحصينات الجيوش التي لا تقهر وأسوار قصور الطواغيت العالية كي يركعوا صاغرين ويسفوا تراب المذلة والصغار.

فلتنفذي يا آيات الله لتذكري المؤمنين وتردي أصحاب الألباب والعقول للاعتصام بالله والإيمان بقدرته. كي يصبروا ويثابروا ويرابطوا حتى يأذن الله بالفرج.

روى الإمام أحمد بن حنبل أنه وجد رجل في زمان زياد – أو ابن زياد – صرة فيها حبات قمح في حجم النوى ، عليه مكتوب : هذا نبت في زمان كان يعمل فيه بالعدل.

واليوم سنترك لأحفادنا على حوائط العقرب مكتوباً نخبرهم فيه “هذا نبت في زمان يعمل فيه بالظلم!

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.