كن مستجاب الدعوة…

يتعرّض كلّ شخص في حياته إلى الكثير من الهموم والمشاكل، وهذه الهموم تدفع بصاحبها إلى الشّعور بالضّيق وعدم راحة البال، لذلك يلجأ بالدّعاء إلى الله تعالى، ويطلب رحمته وفرجه، وتخليصه من همومه ومشاكله؛ فالدّعاء عبادة تدفع بالمرء أن يكون قريباً من ربّه، والدّعاء لا يكون فقط بكلماتٍ نقرؤها، بل عبادة نخشع ونتذلل بها لله تعالى، فنحن بأمسّ الحاجّة لله تعالى في كربتنا ومحنتنا. ولقد أمرنا الله تعالى بالدّعاء؛ حيث قال تعالى:” ادعوني أستجب لكم “، وفي موضع آخر:” وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الدّاع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون “.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل. قيل يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر ويدع الدّعاء “.

قال ابن قدامة في وصايا له :

( وتيقَّظْ في ساعات الأسحار عند نزول الجبَّار ، وأَحضِر بقلبك قول العزيز الغفَّار ” هل من سائلٍ فأُعطيَه ؟ هل من داعٍ فأستجيبَ له ؟ هل من مستغفِرٍ فأغفرَ ؟ ” ) ص50

وقال: ( وإذا سألتَ الله فاسأله وأنت موقنٌ بأنه مُطّلعٌ عليك ، ناظرٌ إليك ، سامعٌ لدُعائك ، قريبٌ منك ، قادرٌ على إجابتك ، لا يتعاظمه شيء ) ص40

وقال: ( واعلم أن الله تعالى إذا نظر إليك وعلِم أنك قد جعلته مُعتمدك وملجأك ، وأفردته بحوائجك دون خلقه ، أعطاك أفضل ما سألته ، وأكرمك بأفضل مما أردته ) ص41

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.