كن جميلا…

شعور فريد ذاك الذي يغمرك عندما تكون في هم ثم ينفرج عنك . شعور رائع ذاك الذي يأتيك بعد الضيق .. إحساس لا يمكن وصفه.

يكون الواحد منا في هم وغم .. فتسود الدنيا بعينيه ويحس نفسه غارقا في غياهب الظلمة. ويرى المخرج بعيدا.. والطريق طويلا وشائكا.. ويتلمس حواليه عل باب الخروج أمامه – وهو كذلك – ولكن بصره وبصيرته يصيبهما العمى عن رؤية النور.

يضيق بأحدنا الحال.. فيكفهر وجهه وينهد كيانه.. ويحس في داخله الضعف والعجز.. فيسلم ويستسلم.. ويتقوقع على نفسه يندب حظها العاثر.. فيُتعب نفسه وغيره معه.

حتى إذا ما انجلى الكرب.. عادت له الحياة ، وقد ظن أنه فقدها للأبد. وتأمل حوله.. فإذا كل شيء جميل.. كله مشرق.. كله وضّاء.. وما تغير في الكون شيء.. ولكنه هو الذي تغير..

أدرك أنه ليس العالم من كان أسودا.. بل نفسُه .. نفسه هي التي غرَّبَت شمسَها وآثرت الظلام..

نفسه.. هي التي حجبت عنه النور .. وغطت عنه هذا الجمال

نفسه هي التي أتعبته وأرهقت كاهله.. من كثرة التفكير السلبي.. من التشاؤم.. من الضغط النفسي.. من الحيرة.. ..

الحياة جميلة إن عشناها بجمال. كن جميلا في كل شيء.. وابحث عن مواطن الجمال في دنياك فإنها كثيرة ، ولكنك لا تُلقي لها بالا. إن واجهتك مصيبة.. فلا تيأس، خذ الأمر برفق.. فكر فيه على مهل.. لا تجعله يسيطر على تفكيرك وتصرفاتك.. بل سيطر أنت عليه.. أمسك زمام الأمور.. ولا تدع أي طارئ يقتادك حيث يريد .. كن القائد لا المَقُود.

كن مع الفجر نسمــــــة توســــــــــعالأزهار شمّا وتارة تقبيــــــلا
تملأ الأرض في الظّلام عويلا
ومع اللّيل كوكبا يؤنـــــــس الغابات والنّهر والرّبى والسّهــــــــولا
لا دجى يكره العوالــم والنّـــــــــاس فيلقي على الجميع ســــــدولا
أيّـــــــها الشّــــــــاكي وما بــك داء كن جميلا تر الوجود جميـــلا

انظر إلى مصابك وتأمله.. تفكر فيه.. وستجد أنه ليس سيئا كله كما كنت تظن.. ستجد دائما حكمة فيه.. وستجده يصب في منفعتك بشكل أو بآخر.. فكر هكذا.. ولن تندم أبدا.. وستربح صحتك ووقتك..قال تعالى :”قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا “


‏كنْ جميلا مع الناس بروحك الطيبة وإحساسك الصادق
وامنح الكون ابتسامةً مشرقة، واحتسب كل عمل لله ولاتنتظرالمقابل بعد عطائك قال الله تعالى: { وقُولُوا للنّاسِ حُسْنًا }، تأمل { للنّاسِ } دون تفريق بين جنس ولون ودين ، فالعبرة بنوع الخطاب لا للمخاطب .

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.