كل الخلق في ابتلاء

كل الخلق في ابتلاء لكنه يتنوع، وأخطر الناس ابتلاءا من لا يحس بابتلائه.. الفقير الصابر معه مفتاح الأجر بغير حساب.. والغني الغافل غير الشاكر معه مفتاح الاستدراج إلى أشد العذاب.. ويوم القيامة يوزن صبر الفقير أو المريض وشكر الغني أو المعافى، فأيهما كان أرجح سبق صاحبه في الدرجات.. لابد أن نشعر أننا جميعا في ابتلاء، وحدوده هذه الحياة.. الغني مبتلى بماله، ونجاحة في شكر نعمة المال، وعدم الانشغال بها عن المنعِم.. والفقير مبتلى بفقره، ونجاحه أن لا يسرق أو يغش أو يحسد أو يحقد.. الصحيح القوي مبتلى بقوته، ونجاحه أن لا يبطش بها ويعتدي ظلما وعدوانا..والمريض الضعيف مبتلى بمرضه، ونجاحه أن يصبر عليه، ولا يتسخَّط على قدَر الله.. وهكذا الابتلاء مع كل عطاء، وكل حرمان.. فإذا غاب عن الإنسان ولم يشعر أنه مبتلى، فلربما فشل في الامتحان دون أن يشعر، فجزع عند المصيبة، وغفل وعصى عند النعمة.. أما المؤمن المتيقِّظ، فيتقلب بين عبوديتي الصبر والشكر مع الشدة والنعمة.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.