قصة و عبرة: حسن الظن بالله

دخل أعرابى مسجد البصرة وإمام المسجد يحدث طلابه عن الجنة ومنازلها العالية وأشجارها وحياضها الغالية
وظلها وظليلها
وطعامها وشرابها ونعيمها
فقال الإمام اللهم أعنا على طاعتك
حتى ندخل جنتك
فقال الأعرابى إن الله تعالى سوف يدخلنى الجنة
فتعجب الناس وقالوا له
هل تحدثك نفسك بدخول الجنة
قال الأعرابى والله ما شككت لحظة فى ذلك أبدا
وأننى سوف أخطو فى رياضها
وأشرب من حياضها
وأستظل بأشجارها
وآكل من ثمارها
وأتفيأ بظلالها
وأترشف قلالها
وأعيش فى غرفها وقصورها بإذن ربى وربها
فقال له الناس
وهل تنال ذلك بحسنة قدمتها
أم بصالحة أسلفتها
فقال الأعرابى وأى حسنة أعلى مكانة وأعظم شأنا
من إيمانى بالله
وجحودى لكل معبود سواه
ثم قيل له
أما تخشى الذنوب
قال الأعرابى
خلق الله تعالى المغفرة للذنوب
والرحمة للخطأ
والعفو للجرم
وربى أكرم من أن يعذب محبيه فى نار جهنم
قال الناس فى المسجد لقد حسن ظن الأعرابى بربه
فكان الناس لا يذكرون حديثه إلا انشرحت صدورهم
وانجلت غمامة اليأس عنهم
وغلب سلطان الرجاء عليهم
واستبشروا خيرا بربهم

إلهى لا تعذبنى فإنى
مقر بالذى قد كان منى
فما لى حيلة إلا رجائى
لعفوك إن عفوت وحسن ظني
وكم من زلة لى فى الخطايا
وأنت علي ذو فضل ومن
إذا فكرت فى ندمى عليها
عضضت أناملى وقرعت سني
أجن بزهرة الدنيا جنونا
وأقطع طول عمرى بالتمنى
يظن الناس بى خيرا وإنى
لشر الناس إن لم تعفو عنى

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.