في المرة القادمة سنعرف ما هو المطلوب منا… ربيع عربي على الابواب

“في المرة القادمة سنعرف ما هو مطلوب منا”، بتلك الكلمات سردت الكاتبة البريطانية نسرين مالك مشاعرها حول مستقبل الربيع العربي بعد مرور عشر سنوات على انطلاقه.

واندلعت شرارة قطار الربيع العربي في تونس ومنها إلي مصر ثم ليبيا وسوريا واليمن في ديسمبر من عام ٢٠١٠ لكن سرعان مع واجهت تحديات عرقلة مسيرته.

وشددت مالك في مقالها على أن الربيع العربي لم يفشل لكنه لم يكن يملك أسباب النجاح، لذا في المرة القادمة سيكون الثائرون أكثر معرفة بما هو المطلوب فعله..

اليوم هناك  حقيقة واحدة واضحة لكل من الطغاة والشعوب على حد سواء وهي “أن ما حدث يمكن أن يحدث مجددا،  لكننا الآن نحن نعرف كيف يبدو الأمر، وفي المرة القادمة، سنعرف ما هو المطلوب منا .

وتذهب مالك في مقالها المطول الذي نشر بصحيفة الغارديان الأثنين تحت عنوان “الربيع العربي ليس عبثا. القادم سيكون مختلفا” ؛إلي  إنّ من كانوا سببا في اندلاع الاحتجاجات، وتمكنوا من إسقاط ديكتاتور عربي في أحد البلدان بداية من تونس؛ يمكنهم تكرار ما فعلوه، لكن في المرة المقبلة سيكون “كل شئ مختلفا”، وربما ستؤول النتائج إلى ما كان يطمحون إليه في المرة الأولى .

وتصف مالك انطلاقة الربيع العربي بالقول، خرجت الشعوب الثائرة بكل القوة والشجاعة والأمل إلى الشوارع لإسقاط أنظمة ديكتاتورية استمرت لعقود.

عبر مغردون من خلال الوسومعن غضبهم من النظام المصري الحالي معتبرين أن أسباب الثورة عليه لا تزال قائمة (مواقغ التواصل)

وتابعت، إنها لم تكن تتخيل أبدًا كما لم يتخيل غيرها، أن تكون الاحتجاجات التي اندلعت في تونس هي ما نسميها الآن” الربيع العربي”؛ في ذلك الوقت، لم يكن من المعقول ببساطة أن تسقط الاحتجاجات السلمية ديكتاتورًا عربيًا، لم يحدث هذا من قبل ولا أحد يعرف حتى كيف سيبدو ذلك”.

لكنها في المقابل، عادت وتحدثت عن مشاعر الألم التي أصبحت ترافق عبارة “الربيع العربي”، بعد كل هذه السنوات في البلدان التي شهدت هكذا احتجاجات، وكيف تحولت تلك العبارة إلى مرادف “للأحلام المحطمة”.

قائلة “من المؤلم أن نتذكر كل أعمال الشجاعة، اللحظة التي اتصل فيها أحد الأصدقاء قبل النزول مباشرة للانضمام إلى أحد الاحتجاجات، ترك آخرون رقم هاتف العائلة في حالة عدم عودتهم أبدًا.

وعن مشاعرها في تلك اللحظات تكتب قائلة : عندما قمت بتعزية عائلات الذين ماتوا، ووجدت أن والديهم لم يكونوا حزانى، ولا خائفين، كانوا على يقين أن موت أطفالهم لن يذهب هباءً”.

انهارت أحلام الثورة في كل دولة عاشت الربيع العربي- باستثناء تونس ـ وذلك على أعتاب الفوضى والحرب الأهلية والانقلابات ، كما هو الحال في ليبيا وسوريا ومصر

ولفتت في مقالها إلى اللحظات التي بارك فيها كل شخص للآخر على نجاح الثورة في بلاده، وأمنيته بأن تكون بلده هي التالية؛ لكن،”لم تجر الرياح كما تشتهي السفن” على حد قولها .

وعن الواقع اليوم تقول  “انهارت أحلام الثورة في كل دولة عاشت الربيع العربي- باستثناء تونس ـ مشيرة إلي أن الإنهيار جاء على أعتاب الفوضى والحرب الأهلية والانقلابات ، كما هو الحال في ليبيا وسوريا، وأيضا مصر”.

واستدركت: “دخلت هذه الدول حقبة جديدة من الديكتاتورية، أكثر ظلما وقمعًا من أي وقت مضى؛  ما حدث يبدو وكأنه تطبيق للتحذيرات التي صدرت ضد الاحتجاجات في بدايتها بأنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي”.

وعن حقيقة فشل الربيع العربي
 قالت مالك في مقالها إنّ الربيع العربي “لم يفشل، لكنه في الأساس لم يكن لينجح”.

وعن أسباب إخفاق الربيع العربي تقول : كان الانتقال السلمي، في ذلك الوقت وبتلك الطريقة مستحيلًا، 
وأرجعت السبب إلى “عدم وجود أي ثقل حقيقي يواجه قوة الجيش أو وحشية الأجهزة الأمنية، أو إصرار المصالح والنخب الراسخة التي من شأنها أن تفعل أي شيء للحفاظ على سلطتها”.

دخلت هذه الدول حقبة جديدة من الديكتاتورية، أكثر ظلما وقمعًا من أي وقت مضى؛  ما حدث يبدو وكأنه تطبيق للتحذيرات التي صدرت ضد الاحتجاجات في بدايتها بأنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي

وتابعت: “كانت المشكلة أيضا هي عدم وجود ما يكفي من القوى اللازمة لنجاح الثورة بدلاً من وجود العديد من التيارات المضادة ضدها؛ لأن الديكتاتورية لا تتعلق فقط بحكم رجل واحد، إنها تتعلق بتعقيم الديمقراطية”.

مشيرة إلي غياب الأحزاب والكيانات المنظمة التي توجيه “الطاقة السياسية ” وتحفز الحراك السياسي  أثناء انطلاق الربيع العربي ، بجانب عدم إمتلاك نظام إعلامي أو مساحة فكرية صحية بما يكفي لمقاومة محاولات الاستيلاء على السلطة بالمؤامرات والطائفية”.

وتختم الكاتبة مقالها بالقول رغم كل ما حدث لكن اليوم هناك  حقيقة واحدة واضحة لكل من  الطغاة والشعوب على حد سواء وهي “أن ما حدث يمكن أن يحدث مجددا، لأنه قد حدث من قبل؛ لكننا الآن نحن نعرف كيف يبدو الأمر، وفي المرة القادمة، سنعرف ما هو المطلوب منا

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.