فايننشال تايمز: وعود بن سلمان فارغة ويجب ألا يفلت من جريمة خاشقجي

خصصت صحيفة “فايننشال تايمز” افتتاحيتها للحديث عن إصلاحات السعودية واصفة إياها بالضحالة وسريعة الزوال، مضيفة إنه يجب عدم ترك المملكة بدون عقاب على جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وجاءت افتتاحية الصحيفة تعليقا على مؤتمر الاستثمار الذي عقد هذا الأسبوع في الرياض، وهو الثالث وعادة ما تستغله المملكة للكشف عن خططها الطموحة والإصلاحات وفتح اقتصادها للمستثمرين. ويطلق على مبادرة استثمار المستقبل بدافوس الصحراء. فبعد الهرج والمرج الذي رافق النسخة الأولى من المؤتمر عام 2017 كانت الثانية كارثة علاقات عامة لأنها جاءت بعد الجريمة الفظيعة التي تعرض لها الصحافي جمال خاشقجي، الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست” وقتلته فرقة موت جاءت من السعودية إلى قنصلية بلاده في إسطنبول. ولوحظ أن الرموز المهمة من عالم المال والأعمال والسياسة غابت عن النسخة الثانية، مع أن بعضها عاد بسبب إغراء اكتتاب شركة أرامكو العام. وتقول الصحيفة إن أجندة الإصلاح التي تريد دفع البلاد وشبابها الذين قيدتهم الوهابية المتشددة إلى القرن الحادي والعشرين هي أهداف ستترك أثرها، نجحت أم فشلت على المنطقة بكاملها والعالم الإسلامي. ورغم كل هذا يجب ألا يفلت حاكم المملكة البالغ من العمر 34 عاما من جريمة تقول وكالات الاستخبارات أنه هو من أمر بها. وتقول إن مقتل خاشقجي، الذي عمل في البلاط الملكي سابقا وكتب مقالات حادة في صحيفة “واشنطن بوست” ويعتبر مقتله تدنيسا لرجل وطني محترم. وتم جره إلى القنصلية لكي يحصل على وثيقة تتعلق بزواجه القريب وتم خنقه وتقطيعه ولم يعثر على جسده مرة أخرى. ويقول المسؤولون السعوديون إنهم وجهوا اتهامات لأحد عشر شخصا من عملائهم الذين شاركوا فيما قالوا إنها “عملية مارقة”. ويظل هذا نوع من الممارسة الغامضة لا تهدف للمحاسبة.

حتى دونالد ترامب المدافع الأكبر عن ولي العهد السعودي وصف عملية التغطية السعودية على الجريمة بأنها “أسوأ عملية تستر في التاريخ”

وحتى دونالد ترامب المدافع الأكبر عن ولي العهد السعودي وصف عملية التغطية السعودية على الجريمة بأنها “أسوأ عملية تستر في التاريخ”، إلا أن نظر الرئيس الأمريكي انحرف مرة أخرى نحو صفقات الأسلحة مع المملكة ومشى مع محاولاتها لدفن الفضيحة. وأخبر الأمير محمد شبكة أنباء “سي بي أس” الشهر الماضي أنه يتحمل “المسؤولية الكاملة” عن الجريمة ولكن كزعيم سعودي، ولكنه نفى علاقته بها. ومع ذلك لا يوجد أي ملمح يشير إلى تحقيق شفاف تبعه عمل قائم على حكم القانون. وترى الصحيفة أن ظل جريمة خاشقجي ليس الوحيد الذي يحوم فوق الإصلاحات التي تمارسها قيادة محمد بن سلمان المركزية. فقد نضبت الاستثمارات المالية الخارجية الضرورية لإبعاد المملكة عن النفط. ولن تنفع محاولات إكراه النخبة التجارية المحلية وهزها لدعم القطاع الخاص الهزيل. وما يطغى على كل هذا هو الطموح الذي أغلق الطرح الجزئي لشركة أرامكو والذي حدد قيمته بتريلوني دولار. ويرى المحللون الجادون، على خلاف المصرفيين الذين يتزلفون له من أجل الحصول على الأجور المغرية، يرون التقييم مبالغ فيه وغير واقعي. وصار هذا واقعا بعد الهجمات التي تعرضت لها منشآت النفط والتي اتهمت بتنفيذها إيران ولم يرد عليها ترامب. وقالت إن الأمير محمد الذي ورط بلاده في حرب لن ينتصر فيها، لا يفهم التعقيدات الجيوسياسية ولا خطورة العالم الذي ورثه، كما لم يتأدب على ما يبدو من تداعيات مقتل خاشقجي. فالتحقيق الذي أجرته مقررة الأمم المتحدة للقتل خارج القانون بناء على تسجيلات تركية من داخل القنصلية السعودية في إسطنبول توصل إلى أن خاشقجي كان ضحية جريمة مدبرة قامت بها فرقة قتل جاءت من الرياض على متن طائرة رسمية وبجوازات سفر دبلوماسية وتلقت توجيهاتها من الدائرة المقربة من ولي العهد. فسعود القحطاني، ذراع الأمير والمشتبه به بالجريمة لا يزال يعمل في الظل رغم عزله من البلاط الملكي. ويجب على الجميع ألا يخدع بشعارات الأمير طالما ظل هذا مستمرا.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.