فالنبي تبسم… هلا تبسمت؟!

يجب أن يكون شعارك دائمآ الابتسامة ولكن هل الابتسامة ضرورية في حياتنا ؟
أجيبك هنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان من المبتسمين. و السرور كان يفيض من قلبه على البشر كل البشر ؟!..
تلك الابتسامة التى جعلت جرير بن عبد الله البجلى ينتبه لها ويتذكرها ويكتفى بها هدية من الرسول العظيم فيقول :-
(( ما رآ نى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم فى وجهى ))
فهذه الابتسامة المشرقة التى يشرق بها وجه النبى أجل عند جرير من كل الذكريات وأسمى من كل الأمنيات ..
كانت تعلو محياه تلك الابتسامة المشرقة المعبرة
فإذا قابل بها الناس أسر قلوبهم ومالت إليه نفوسهم وتهافتت عليه أرواحهم .
في صبيحة يوم كان ابو ذر رضي الله عنه يمشي، فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا وحده، فاقترب منه وقال: نعمت صباحا يا أخا العرب..
فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام: وعليك السلام يا أخاه.
قال أبو ذر:أنشدني مما تقول..
فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام: ما هو بشعر فأنشدك، ولكنه قرآن كريم.
قال أبو ذر: اقرأ عليّ..
فقرأ عليه الرسول، وأبو ذر يصغي.. ولم يمضي من الوقت غير قليل حتى هتف أبو ذر:
“أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله”!
وسأله النبي: ممن أنت يا أخا العرب..؟
فأجابه أبو ذر: من غفار..
وتألقت ابتسامة على فم الرسول صلى الله عليه وسلم، واكتسى وجهه الدهشة والعجب.. وضحك أبو ذر كذلك، فهو يعرف سر العجب الذي كسا وجه الرسول عليه السلام حين علم أن هذا الذي يجهر بالإسلام أمامه إنما هو رجل من غفار..!! فغفار هذه قبيلة لا يدرك لها شأو في قطع الطريق..!! وأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع.. انهم حلفاء الليل والظلام، والويل لمن يسلمه الليل إلى واحد من قبيلة غفار.
أفيجيء منهم اليوم، والإسلام لا يزال دينا غصّا مستخفيا، واحد ليسلم..؟!
يصف الأديب الأريب الدكتور عائض القرنى ابتسامة النبى فيقول :-
(( يبتسم عن مثل البدر فى وجه أبهى من الشمس وجبين أزهى من البدر وفم أطهر من الأقحوان وخلق أندى من الرياض وود أرق من النسيم
يمزح ولا يقول إلا حقاً فيكون مزحه على أرواح أصحابه أهنى من قطرات الماء على كبد الصادى وألطف من يد الوالد الحانى على رأس ابنه الوديع
يمازحهم فتنشط أرواحهم وتنشرح صدورهم وتنطلق أسارير وجوههم
فلا والله مايريدون الدنيا كلها فى جلسة واحدة من جلاته
ولا والله لا يرغبون فى القناطير المقنطرة من الذهب والفضة فى كلمة حانية وادعة مشرقة من كلماته ))
وها هو عبدالله بن الحارث يصف لنا قدوتنا فيقول :-
“ما رأيتُ أحداً أكثر تبسمًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُحَدِّث حديثاً إلا تبَسَّم وكان مِن أضحك الناس وأطيَبَهم نَفسًا”.
فلماذا العبوس يا أخ الإسلام ؟؟
أتحمل هما أكبر من هم رسول الله ؟؟
ابسط وجهك وتذكر قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه مسلم
وقال – صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان
وهكذا كان الصحابة رضى الله عنهم فقد قيل لعمر رضى الله عنه هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون . قال : نعم والإيمان والله اثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي .
ويقول الأستاذ محمد قطب : (( لا يكفي المال وحدة لتأليف القلوب ولا تكفي التنظيمات الاقتصادية والأوضاع المادية ، لابد أن يشملها ويغلفها ذلك الروح الشفيف ، المستمد من روح الله ، ألا وهو الحب ، الحب الذي يطلق البسمة من القلوب فينشرح لها الصدر وتنفرج القسمات فيلقي الإنسان أخاه بوجه طليق))

‏لأولئك المبتسمين رغم تزاحم الظروف,الذين يصنعون الفرح في كل مكان..

الذين يأتون كالغيث, يغيثون قلوبنا حُبًا ورحمة لا هجرًا وجروح‏!

فللعطاء طاقة لا يمكن تخيلها ؛
‏انثروا أبتسامتكم
‏أنثروا كلماتكم الطيبة من الأعماق لمن حولكم ؛ انثروا اوراق الورد على من تحبونهم ؛

كلمة طيبة… وابتسامة صافيه تؤجروا وتكونوا كمن تصدقوا

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.