غلاء الأسعار من 700 سنة .. وكأنه يتكلم عن زماننا

قال ابن مفلح الحنبلي -رحمه الله تعالى-قبل سبعة قرون:

«من عجيب ما رأيت ونقدت من أحوال النَّاس:

كثرة ما ناحوا على خراب الدِّيار، والتَّحسُّر على قلة الأرزاق، وذمِّ الزَّمان وأهله، وذِكرِ نكد العيش فيه، والحديث عن غلاء اﻷسعار،
= وهم قد رأوا من انهدام الإسلام والبعد عن المساجد وموت السُّنن، وتفشي البدع، وارتكاب المعاصي، والمجاهرة بها،

فلا أجد منهم من ناح على دينه ، ولا بكى على تقصيره ، ولا أسى على فائت دهره، وما أرى لذلك سببًا إلاَّ قلَّة مبالاتهم بدين اﻹسلام ، وعِظمِ الدُّنيا في عيونِهم».

[الآداب الشَّرعية 3 / 240 ] .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في الفتاوى (8/520-523):

«فالغلاء بارتفاع الأسعار، والرخص بانخفاضها هما من جملة الحوادث التي لا خالق لها إلا الله وحده، ولا يكون شيء منها إلا بمشيئته وقدرته، لكن هو سبحانه قد جعل بعض أفعال العباد سبباً في بعض الحوادث، كما جعل قتل القاتل سبباً في موت المقتول، وجعل ارتفاع الأسعار قد يكون بسبب ظلم العباد، وانخفاضها قد يكون بسبب إحسان بعض الناس..».
إلى الذين يخافون من غلاء الأسعار.

قيل لأبي حازم:-
أما ترى قد غلا السعر؟
فقال:-
وما يغُمكم من ذلك.
إن الذي يرزُقَنا في الرُّخص هو الذي يرزُقُنا في الغلاء.

المصدر :-
{حِلية الأولياء -(239/3)}

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.