علمانية المتدينين!

أ.د. فؤاد البنا

لقد تفلّت بعض المسلمين من دينهم وابتعدوا عن صراط ربهم، حتى لم يبق مع هؤلاء إلا الاسم، غير أن هناك أسوأ من هؤلاء، وهم أناس من أهل التدين والتجمل بالصلاح والاستقامة، ممن حصروا الإسلام في مجموعة من الشعائر التعبدية التي ينبغي أن تنهى عن الفواحش والمنكرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكنها لا تفعل عند هؤلاء، حيث تجد أصنافاً من أهل التدين الشعائري يدوسون دينهم في مجالات الحياة، إذ تجد:
– من يركعون لله في محراب الصلاة لكنهم يركعون للطغاة في محاريب الحياة، ويعظمونهم ويدعون الناس للانبطاح لهم ولو جلدوا الظهور وارتكبوا الموبقات، ولو نكّلوا باولياء الله ووالوا أعداء الإسلام.
– ومن يؤدون الزكاة لكنهم لا يتورعون عن الانحياز للعصبيات الطبقية والفئوية والسلالية والمناطقية والحزبية، وتراهم يهيمون في كل واد من أودية الفرقة والتشيع للأشخاص على حساب الأفكار .
– ومن يصومون رمضان لكنهم يفطرون بمال حرام ولا يتورعون عن معاقرة الخبائث، بل يندفعون في كل سبيل يجلب لهم المنافع ولو كانت من الخبائث.
– ومن يداومون على ذكر الله وتسبيحه، لكن ذلك لا ينزّههم عن الانحياز للكبراء والمجرمين، ولا يمنعهم من الاصطفاف مع الفسقة والمفسدين.
– ومن يقرؤون القرآن لكنهم لا يترفّعون عن مضاجعة الشرور ومعاقرة الكبائر، كالعطالة والبطالة، والغش والتزوير والاحتكار وغيرها من الكبائر التي تهدم المدائن وتهلك المجتمعات!!

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.