“طريقة استقبال” باريس لسعيّد تثير جدلا في تونس

أثارت مجموعة من الصور التي نشرتها الرئاسة التونسية لاستقبال باريس للرئيس قيس سعيد ردود فعل متباينة على مواقع التواصل، فبينما انتقد بعض النشطاء طريقة الاستقبال “المتواضعة” لسعيد في المطار مقارنة برؤساء عرب آخرين، أوضح دبلوماسيون أن هذا الأمر يخضع لنوع الزيارة التي يؤديها الرئيس التونسي، مشيرين إلى أن “زيارة العمل والصداقة” لا تتضمن مراسم استقبال رسمية في المطار.

ونشرت صفحة الرئاسة التونسية صورا لاستقبال الرئيس قيس سعيّد في مطار باريس لوبورجيه، حيث كان في استقباله وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، وعددا من المسؤولين الفرنسيين، فضلا عن الدبلوماسيين التونسيين في فرنسا.

وانتقد نشطاء طريقة الاستقبال “المتواضعة” للرئيس التونسي، معتبرين أنها لا تليق به، حيث دونت فاطمة حطّاب: “زيارة قيس سعيد إلى فرنسا.. استقبال سيئ جدا. أين السجاد الأحمر والمسؤولين الكبار؟ هل من المعقول أن يذهب سفير فرنسا في تونس إلى بلاده لاستقبال الرئيس التونسي في المطار؟”.

فيما نشر الكاتب إسماعيل بوسروال صورتين توضحان “الفارق بين استقبال الرئيسين المصري والتونسي في باريس”، في إشارة إلى أن استقبال باريس لسعيد لا يليق بصورة تونس ورئيسها.

وعلّق سمير عبد الله، السفير التونسي السابق في بيروت، على هذه الانتقادات بقوله: “على صفحة رئاسة الجمهورية هناك موجة من التعليقات الغاضبة لعدم استقبال الرئيس بالمطار من قبل نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. لهؤلاء ولأصدقائي أوضح ما يلي: زيارة الرئيس هي زيارة “عمل وصداقة”. وهناك 3 أنواع من الزيارات التي يؤديها رؤساء الدول للخارج، أولا: زيارة الدولة، وهي أرقى الزيارات في البروتوكول ويتم فيها استقبال رئيس الدولة الضيف بأرقى أشكال الفخامة من المطار إلى بقية محطات الزيارة. ويكون الرئيس أو الملك في استقبال الرئيس الضيف على مدرج الطائرة.. إضافة إلى استقبال شعبي وموكب رسمي يجوب الشوارع الرئيسية”.
وأضاف: “ثانيا: الزيارة الرسمية، وهي أقل شأنا بروتوكوليا من الصنف الأول ولا يكون رئيس الدولة بالضرورة في استقبال الرئيس الضيف بالمطار، ويمكن أن تمثله الشخصية الثانية في الدولة (رئيس الحكومة). ثالثا: زيارة عمل وصداقة (صنف الزيارة التي يؤديها الرئيس اليوم)، وهي زيارة عادية بروتوكولاتها مبسطة، لا تنظم خلالها مراسم استقبال رسمية بالمطار، ويقع استقبال الرئيس الضيف بقصر الرئاسة وتنظم له مراسم استقبال هناك. وكان من المفروض أن تكون زيارة قيس سعيد زيارة دولة باعتبارها الأولى لفرنسا شريكنا الاقتصادي الأول ولأوروبا. وتلك مهمة الديوان الرئاسي ووزارة الخارجية، لكن يبدو أن الزيارة كانت متسرعة من حيث تنظيمها ورزنامتها”.

فيما انتقد الإعلامي، إبراهيم الوسلاتي، ما سماه “الجهل المدقع (الذي) ألقى بظلاله على المجتمع وعلى بعض الصحافيين الذين لا يفرقون بين مجلس الوزراء والمجلس الوزاري فراحوا ينتقدون وباستهزاء عدم تحول الرئيس الفرنسي ماكرون إلى المطار لاستقبال ضيفه قيس سعيد وكلف وزيره للخارجية بذلك. وكان عليهم أن يبحثوا قليلا ليعرفوا أنّ البروتوكول يختلف من بلد إلى آخر وحسب نوعية الزيارة”.
وأشار إلى أن رؤساء تونس بعد الثورة أدوا ثلاثة أنواع من الزيارات إلى فرنسا، حيث قام الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي بـ”زيارة دولة” إلى فرنسا عام 2015، فيما أدى الرئيس السابق منصف المرزوقي “زيارة رسمية” إليها عام 2012. ويؤدي الآن الرئيس قيس سعيد زيارة “عمل وصداقة” إلى فرنسا. وأشار إلى وجود نوع رابع من الزيارات هو “الزيارة الخاصة، وتتطلب إعلام السلطات الفرنسية لفتح القاعة الشرفية وتأمين الحماية الخاصة للرئيس الضيف”.

ويرى المراقبون أن زيارة الرئيس قيس سعيّد إلى فرنسا تكتسب أهمية كبيرة، وخاصة أنها تأتي في ظل التوتر المتواصل بين باريس وأنقرة حول دعم الأطراف المتصارعة في ليبيا، كما تتزامن مع تهديد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ”تدخل مباشر” في ليبيا، واستقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون لرئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.