ضرير يعلم الأطفال المكفوفين البرمجة للعيش بالمدن الذكية

من بين الشركات العملاقة التي تتحدث عن مدننا، كيف يمكن أن تصبح ذكية بتبنيها التكنولوجيا في مؤتمر كيتكوم المنعقد حاليا في العاصمة الدوحة، جلس نيك بيترسون الضرير يشرح للجمهور كيف يمكن بواسطة معدات بسيطة أن يتعلم الأطفال فاقدو البصر أو المصابون بالتوحد مبادئ البرمجة.

الكفيف الوحيد
فقد السويدي بيترسون بصره في حادث دراجة عندما كان يبلغ 13 عاما لينشأ -كما يقول- مستهلكا للخدمات التقنية التي يقدمها من لا يعرفون ما يعانيه فاقدو البصر للتأقلم مع منتجاتهم.

من هنا تعلم تكنولوجيا المعلومات بجامعة يورك في تورينتو كندا التي هاجر إليها ليصبح بعدها الكفيف الوحيد بشركة “أي بي أم” في كندا.

يقول بيترسون لمراسل الجزيرة “تخيل أن تكون الكفيف الوحيد بين مئتي موظف بأكبر شركة تكنولوجيا، طبعا جميع الأفكار التي تأتي من الموظفين لا تأخذ بعين الاعتبار الحاجات الخاصة للمكفوفين في مجال التقنية”.

الحب والعمل
انتقل بيترسون إلى الولايات المتحدة عام 2009 ليقابل زوجته ليزا وهي كفيفة وفاقدة للسمع، وقد عملا خلال هذه المدة على مساعدة فاقدي البصر على الاندماج مع التقنيات وكيفية استخدامها، حتى أصبحا مدربين معتمدين لذوي الاحتياجات الخاصة على الاندماج مع المجتمعات التقنية.

عام 2014 أسسا شركتهما “مايلز آكسيس” التي تعنى بتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدام التقنية، وقاما بتدريب العديد من الأطفال والبالغين على استخدام التقنية ليعيشوا حياة طبيعية ومستقلة.

مدن ذكية بمبرمجين مكفوفين
حضر بيترسون مؤتمر كيتكوم بالدوحة بناء على طلب من شركة سوبر واير القطرية المتخصصة في مجال تكنولوجيا ذوي الاحتياجات الخاصة ليعرض بعض التقنيات التي تساعد على دمج الأطفال المكفوفين في عالم التقنية بشكل أسهل.

يحمل بين يديه مجموعة من الأدوات التي تبدو للوهلة الأولى كألعاب بألوان زاهية، ويقول عنها “هذه الأدوات تسمى كود جمبر وهي من إنتاج شركة أميركان برنتنغ هاوس بالتعاون مع ميكروسوفت لتعليم الطلاب فاقدي البصر على مبادئ البرمجة”.

كل واحدة من هذه الأدوات تشكل جملة برمجية، وبجمعها يتم عمل كود برمجي متكامل. فمثلا الأداة بالأصفر جملة التكرار في لغة البرمجة أو ما يعرف باللوب (loop) والبرتقالي لجملة الشرط “لو.. إذن” (IF. THEN). وعندما يقوم الطالب بجمع هذه الأدوات بشكل منطقي فإن جهاز الحاسوب الموصول ينفذ الجملة البرمجية بحيث يتم سماع أغنية معينة عدة مرات أو عدة جمل أو إطلاق صوت في حالة معينة بحيث يعرف الطالب مدى صحة الكود الذي أنشأه عن طريق السمع.

يقول بيترسون “أنا مسرور لأني تمكنت من الحضور وعرض هذه الأداة الرائعة التي تساعد الطلاب على فهم البرمجة”. ويضيف “تخيل مجال تكنولوجيا المعلومات الواسع لا يوجد فيه عدد من المبرمجين المكفوفين بسبب عدم وجود أدوات لتعلم البرمجة خاصة بهذه الفئة”.

في الختام يتمنى بيترسون أن يزداد عدد المبرمجين من فاقدي البصر حتى يقوموا بعمل برامج وأدوات أكثر لتساعد هذه الفئة على الانخراط بالمدن الذكية التي سنسكنها مستقبلا.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.