رواد الفضاء يتعرضون لتغيرات بيولوجية خطيرة لبقائهم طويلا بالفضاء

جسد سكوت كيلي تعرض لعدد كبير من التغيرات أثناء وجوده في الفضاء لفترة طويلة (غيتي)
جسد سكوت كيلي تعرض لعدد كبير من التغيرات أثناء وجوده في الفضاء لفترة طويلة (غيتي)

يقول الكاتب كارل زيمر بمقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن جسد رائد الفضاء كيلي تعرض لتغيرات بعد سنة أمضاها بمحطة فضائية، وذلك وفق دراسة قارنت حاله بحال توأمه على الأرض، الذي خضع للاختبارات نفسها.

ويشير زيمر إلى أن كيلي (55 عاما) دار حول الأرض وهو على متن المحطة الفضائية لمدة 340 يوما، وذلك بينما كان يجمع البيانات عن نفسه، حيث سحب الدم من ذراعيه واحتفظ ببوله ولعب ألعاب الحاسوب لاختبار ذاكرته وسرعة رد الفعل، وإلى أنه أيضا قام بقياس شكل عينيه.

ويضيف أن توأمه مارك -وهو أيضا رائد فضاء- الذي بقي على بعد 384 كيلومتر على الأرض في الأسفل قام بإجراء فحوصات مخبرية مماثلة لما أجراه كيلي في الفضاء.

ووفرت المقارنة بين هذين الرجلين فرصة فريدة لمعرفة ما يحدث لجسم الإنسان في الفضاء بعد بقائه هناك لمدة طويلة، حتى على المستوى الجزيئي.

ناسا تأمل في الإجابة عن بعض الأسئلة قبل إرسالها رواد فضاء في رحلات طويلة (رويترز)
تغيرات جسمانية
ويشير باحثو وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” إلى أن جسد كيلي كان قد تعرض لعدد كبير من التغييرات أثناء وجوده في الفضاء.

ويضيف الكاتب أن من بين هذه التغيرات ما يتمثل في تحوّر الحمض النووي في بعض خلاياه، وإنتاج جهاز المناعة لديه مجموعة من الإشارات الجديدة، واكتساب “الميكروبيوم” الخاص به أو “مجموع الميكروبات المتعايشة في جسمه” أنواعا جديدة من البكتيريا.

ويضيف أن العديد من هذه التغيرات البيولوجية تبدو غير ضارة، وأنها اختفت بعد عودته إلى الأرض، لكن بعضها -بما في ذلك الطفرات الوراثية- بقيت على حالها، الأمر الذي أثار القلق بين العلماء.

وفي حين اعتبر بعض العلماء أن هذه المخاطر التي يتعرض لها الرواد في الفضاء يمكن السيطرة عليها، تساءل آخرون عما إذا كان من الآمن على الإطلاق لرواد الفضاء القيام برحلات طويلة إلى المريخ أو إلى ما هو أبعد منه.

دراسات وإجابات
وتعتمد الإجابات النهائية على دراسة المزيد من حال وأوضاع رواد الفضاء، كما أن هناك الكثير مما لا يزال العلماء لا يفهمونه بشأن الحياة في المحطات الفضائية، وذلك رغم مرور نحو ستة عقود من نقل الرواد إلى الفضاء.

ويشير الكاتب إلى أنه في ظل الدراسات مثل التي أجرتها وكالة ناسا على الرائدين التوأم ونشرتها مجلة “ساينس العلمية”، فإن ناسا تأمل في الإجابة عن بعض الأسئلة قبل إرسالها رواد فضاء في رحلات طويلة.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.