دِراساتٌ عِلميّة

بقلم : أدهم شرقاوي

هناك دراسةٌ علميّةٌ تعزو ارتفاع معدّل الأعمار عند شعب الإسكيمو إلى «حُجرة دماغيّة» أسماها العلماء «حُجرة الحياة الطويلة» استطاعتْ أجسامُهم أن تطوّرها على مدى آلاف السنين مستفيدة من الطاقة الكامنة في الثلج !

وهناك دراسةٌ علميّةٌ أخرى تُرجع سبب انخفاض معدّل الأعمار في البرازيل مقارنة بجيرانهم من سكّان أميركا الجنوبيّة، إلى غاز سام على المدى الطويل تبثّه حبّات البُنّ فترة نضوجها!

نستنتجُ من الدّراستين أثر الوعاء الجغرافيّ على حياة الإنسان! وأنّ ليس كل ما نراه سيئاً هو سيئ فعلا، وليس كل ما نراه جيّداً هو جيّد فعلاً! فالثلجُ الذي نراه لعنة القطب كان له أثر إيجابيّ في إطالة أعمار شعب الإسكيمو! في حين أن القهوة التي نراها هِبة البرازيل، وثروتها القوميّة تسببتْ في تقصير أعمارهم!

في الحقيقة هذه «الدراسات العلميّة» قمتُ أنا بتأليفها، وقد لزمني ذلك مقدار ما يحتاج أحدكم لارتشاف فنجان قهوة !

كل ما أعرفه عن القطب الشمالي أنّه منطقة نائية أعلى هذا الكوكب تكسوه الثلوج على مدار العام، وأن شعباً يقطنه يسمونهم الإسكيمو! ولا أعرف شيئاً عن معدّل أعمارهم، أما الحجرة الدماغيّة التي أسميتها حجرة الحياة الطويلة فقد اقتبستها من دراسة مفترض أنها علمية، تقول إن دماغ الإنسان مقسّم إلى حجرات، وأن عدد حجراته أكثر من عدد حجرات كل البيوت التي دخلتها منذ ولادتي إلى يومي هذا! فلم أجد بأساً بزيادة حجرة جديدة لن تكون موجودة إلا على الورق كالبيوت التي تمنحها وزارات الإسكان للشباب!

ولا أعرفُ شيئاً عن معدّل الأعمار في أميركا الجنوبيّة التي خلُصتْ دراستي أنها أعلى مما هي في البرازيل! كل ما أعرفه عن البرازيل أنها تقع فعلاً في أميركا الجنوبيّة، وتنتج كميّة كبيرة من القهوة يساهم «كافيينها» في إطالة فترة استيقاظ النّاس مما يمكنهم من إفساد حياة بعضهم لفترة أطول!

الهدفُ من دراساتي العلميّة العظيمة التي قد تخوّلني الحصول على جائزة نوبل هو أن أخبركم أن مصطلح «دراسة علميّة» هو أسهل طريقة لتمرير كذبة ما عبر إلباسها قميصاً علمياً، وأنّ دراسات علميّة طبيّة سبق وأن صدّقتم محتواها قد ألّفها شخص معرفته بالطب كمعرفتي الوثيقة بشعب الإسكيمو!

خلاصة القول:

إن كنت ستصدّق كل ما تقرأ فلا تقرأ! لأنّ الجهل البسيط أرحم من الجهل المركّب، والفرق بين الجهل البسيط والجهل المركّب حسب دراسة علميّة أيضاً! أن الجهل البسيط هو عدم معرفتنا بالشيء، أما الجهل المركّب فهو معرفة معلومات خاطئة عنه!

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.