خواطر قرآنية

كيف نقرأ ونستمع لسورة آل عمران ؟ السورة من أولها إلى قريب من الآية التسعين(90)نزلت في وفد نجران أي في محاجة النصارى ، فذكرت نموذجا لـ (الضالين),ونموذجا للمهتدين (آل عمران) ، وبما أن السبب الأول في ضلال النصارى هو الجهل وعدم بذل الوسع في الوصول للعلم الحق ، هو البحث في(المتشابهات) للروغان عن (المحكمات) ، هو الانشغال باللذات(النساء والبنين ..)ونسيان التفكر في أول الأمر وآخره ، فهي تفصيل لكلمة واحدة من أم الكتاب (وَلاَ الضَّالِّينَ) كما أن سورة البقرة شرح لـ (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ) ، جاءت السورة لترسم منهجا محكما للوصول للعلم النافع ، حقيقته .. ثمرته .. أهله .. سبل تحصيله .. أسباب الزيغ عن طريقه ، عواقب نقصانه أو زواله ، ولما كان أنفع العلم هو العلم بالله وموعوده وسبيل رضاه ؛ ختمت “ال عمران” بالعشر الأخيرة التي قال فيها صلى الله عليه وسلم “ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها” .

كيف نقرأ ونستمع لسورة المائدة ؟ يقول العلامة عبدالرزاق عفيفي : السورة كلها في العقود والمواثيق . وهو كما ذكر فاسمها مأخوذ من ميثاق المائدة العظيم في آخرها ، وهي أول وأكثر سورة جاء فيها النداء بـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فقد تكرر فيها النداء (16)مرة من أصل (89) في جميع القرآن . وهذه النداءات تلخص جميع المواثيق التي بين الله وعباده المؤمنين.

سورة “الكهف” كهفك من الفتن عشر آيات منها كفتك فتنة المسيح الدجال فكيف بها جميعا ؟ فيها الفتن الأربع والنجاة منها … فيها الآية المروعة التي حذرتنا من أعظم فتنة ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا…)فيها الوسيلة العظمى للنجاة من كل فتنة .. والحسنة العظمى التي لا يبقى معها أثر لأي فتنة.

“الفرق بين تعامل موسى عليه السلام مع الخضر وبين تعامله مع غيره ظاهر جدا ،فقد ذلل عليه السلام نفسه للعلم تذليلا، فبينما هو يقتل بوكزة! ويتهدد فرعون بقوة! ويمسك رأس هارون بشدة! ويفقع عين ملك الموت بغمزة! ؛ أما في العلم فيقول للخضر عليهما السلام(هل) أتأذن لي (اتبعك)أكون تابعا لك (على أن)ليس لشيء إلا هذا(تعلمن) تلميذ يتعلم(من ما) تبعيض (علمت)من الله وخصك به فاشكر نعمة الله بتعليمي (رشدا) لترشد من ضل عما علمك الله ، لا يُنال العلم إلا بالذل والتذلل”.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.