خواطر في ذكرى الإسراء والمعراج

كتب بواسطة خالد حمدي

لكل منا إسراؤه ومعراجه… يضيق صدره فيركب براق روحه لمسجد يحبه أو مكان طاعة يهواه، ويعرج قلبه إلى رب كريم يلطف به.

من الأقصى كان المعراج… فكما كان الأقصى بوابة السماء سيكون بوابة طهر الأرض من جديد… فاختيار المكان إشارة من الرحمن.

في صحيح البخاري (شُقَّ صدره الشريف وحشي إيمانا قبل المعراج) كأن السماء لا تحتاج منك إلا إلى قلب تقي لتعرج إلى المولى العلي… اهتموا بقلوبكم.

طاف النبي صلى الله عليه وسلم على جل الأنبياء ليسلم عليهم في طريقه لسدرة المنتهى… كأنه يقال له ولنا:
تمسك بهدي من سبقك، وتأس بالمصلحين قبلك…فلا غنى لك عن سبيلهم ولو كنت نبيا!!
إنما نحن حلقة في سلسلة التوحيد والموحدين.

كل الأنبياء قالوا: مرحبا بالأخ الصالح، وإبراهيم عليه السلام قال: مرحبا بالابن الصالح..
بين أصحاب العقيدة الإسلامية أرحام ووشائج لا تتقادم ولو مرت عليها آلاف السنين… ليت الدعاة إلى الله يفهمون ذلك.

أعلَم موسى نبينا عليهما السلام أن أمتنا لا تطيق خمسين صلاة، ودله على طلب التخفيف، رغم أنه بكى منذ لحظات لأن أهل الجنة من أمة محمد أكثر من أمته… ربما يغار المصلحون من بعضهم… لكن تبقى سلامة صدورهم ونقاء سرائرهم نحو بعضهم تزين قلوبهم.

بعد عشر سنين من البعثة كانت رحلة الإسراء…
الرب سبحانه وحده يعلم مواعيد التخفيف، ولحظات الفرج… انشغل بالعطاء حتى يأتيك يوم الإسراء..
فربك يعلم أكثر منك.

ليت الذين يستصغرون أنفسهم ويحتقرون قيمتهم يتذكرون وهم يقرؤون حادث الإسراء والمعراج أنهم أتباع نبي بلغ السدرة وسمع حفيف الأقلام وأطلعه الله على ما لم يطلع عليه أحدا قبله من الأنبياء والمرسلين من أمور الغيب والجنة والنار..
لو علمت أي نبي تتبع ما غمض لك جفن في طريق متبوعك!!
فمسترخص نفسه لن يغلو في عين غيره ولو ملك الدنيا.

حاز أبو بكر لقب الصديق لما صدق صاحبه حين كذبته الدنيا..
فالألقاب الأخروية توزع وقت قلة العاملين.

ليت الذين يستثقلون الصلاة يتذكرون أين فرضت؟
فلو كانت كغيرها… ما رفع نبيه فوق السماوات ليكلفه بها..
الصلوات فرضت فوق السماوات…
لذلك تعلقت بها قلوب المصلين الحقيقيين.

المصدر : موقع مجلة إشراقات

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.