حددت سيناريوهات لوجهتهم.. إسرائيل تجند ترسانتها الأمنية لمطاردة الأسرى الستة ومفتي عُمان يحتفي بهم

تستمر دوامة الأسئلة لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لليوم الثاني على التوالي بشأن كيفية تمكن 6 أسرى فلسطينيين من الفرار من سجن جلبوع شديد التحصين والحراسة، من دون أن يتم رصدهم أو معرفة وجهتهم.

واستنفر الاحتلال كامل ترسانته الأمنية في عمليات البحث والتقصي، ونشرت سلطات الأمن الإسرائيلية وأجهزتها المختلفة عشرات الحواجز، وحشدت عناصرها في حملة تمشيط متواصلة بحثا عن الأسرى الفارين، لكنها لم تقدم حتى الآن إجابات واضحة عن العملية للجمهور الإسرائيلي.

كما سيّر الاحتلال طائرات مسيرة، وانتشر الجيش في محيط مدينة جنين (شمالي الضفة الغربية المحتلة) التي ينحدر السجناء الستة من مخيمها وقراها.

ويضع الاحتلال عدة سيناريوهات للوجهات التي قصدها الأسرى الستة، بدءا من أماكن سكنهم في جنين أو ربما قطاع غزة، وثمة سيناريو ثالث محتمل، يتمثل في محاولتهم عبور الحدود إلى إحدى الدول المجاورة.

وصرح مصدر في الشرطة لصحيفة “هآرتس” العبرية اليوم الثلاثاء بأنه من “الوارد جدا” أن يكون الرجال عبروا إلى الأردن، الذي لا تبعد حدوده عن السجن أكثر من 20 كليومترا.

اعتقالات
وفي إطار عملياتها، أقدمت قوات الاحتلال على اعتقال 3 شبان من قرية الناعورة القريبة من سجن جلبوع في غور بيسان (شرق مرج بن عامر)، إذ تشتبه في وجود علاقة لهم بالأسرى الفلسطينيين الستة.

وأفاد شهود عيان بأن قوات كبيرة من الشرطة والمخابرات الإسرائيلية اجتاحت هذه القرية العربية الواقعة داخل الخط الأخضر، وأجرت حملة تمشيط فيها شملت المسجد الذي تشتبه في أن بعض الأسرى دخلوه وبدلوا فيه ملابسهم وتناولوا بعض الطعام قبل مغادرتهم القرية.

كما نشرت سلطات الأمن الإسرائيلية وأجهزتها المختلفة عشرات الحواجز، وحشدت عناصرها في حملة تمشيط متواصلة بحثا عن الأسرى الفارين.

الفصائل تحذر
وعلى الجانب الفلسطيني، حذرت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية الاحتلال الإسرائيلي من تداعيات المساس بالأسرى داخل السجون.

وقال زكي دبابش -في كلمة له بالإنابة عن الفصائل، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مدينة غزة- إن “المساس بالأسرى خطٌ أحمر، وإن الشعب الفلسطيني بكل أطيافه السياسية وقواه الوطنية ومقاومته الباسلة لن يقف مكتوف اليدين أمام تصعيد الاحتلال وإرهابه الهمجي بحق الأسرى الأبطال”.

وأضاف أن لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، ومعها كل الهيئات والمؤسسات المعنية بالأسرى، قررت أن تبقى في حالة انعقاد دائم ومتواصل لمتابعة كافة المستجدات والتطورات الخطيرة داخل السجون.

كما حذّرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين من فرض عقوبات على الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، وقالت -في بيان- إن إدارة مصلحة السجون بدأت بممارسة عدوان واسع يستهدف الأسرى بشكل عام، وأسرى الحركة بشكل خاص.

وكان نادي الأسير الفلسطيني قال -في بيان- إن السلطات الإسرائيلية اتخذت إجراءات عقابية بحق معتقلي الجهاد الإسلامي، التي ينتمي إليها 5 من الهاربين، والسادس قيادي سابق في كتائب شهداء الأقصى (الذراع المسلحة لحركة فتح).

إشادات رسمية وشعبية
على الصعيد الفلسطيني، أشاد رئيس الحكومة الفلسطينية محمد إشتية بنجاح الأسرى الفلسطينيين في الفرار من السجن الإسرائيلي، وقال إن من حق كل أسير فلسطيني أن يبحث عن حريته بالطريقة التي يراها مناسبة، وحمّل إسرائيل المسؤولية عن سلامة الأسرى.

كما احتفت الصحف الفلسطينية بالعملية، وتصدرت عناوينها والإشادة بأبطالها الصفحات الأولى.

عربيا، احتفى مفتي عام سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي بنجاح الأسرى الفلسطينيين في الهرب من سجن جلبوع.

وقال في تغريدة على حسابه الرسمي بتويتر “إن ما هيأه القدر السعيد للسجناء الفلسطينيين المعتدى عليهم من فرصة الخروج من أقوى سجون الكيان الصهيوني المحتل وأشدها مراقبة، هو أمر له ما بعده، فإنه يُؤذِنُ بنصر اللّٰه القريب من حيث لا نحتسب جميعا”.

وأضاف “فكما هيأ الله لهم سبيل الخروج من ذلك السجن الرهيب سيهيئ الله بلطفه وفضله للشعب الفلسطيني المسلم وسائل عاجلة لفك أغلال الاحتلال عنه، ولاسترداد جميع حقوقهم السليبة، وتحرير المسجد الأقصى وجميع المقدسات الإسلامية من نير الاحتلال”.

ويقبع 4 آلاف و850 أسيرا وأسيرة داخل 23 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف إسرائيلي، ويعانون من انتهاكات عديدة، وفق مؤسسات فلسطينية معنية بالأسرى.

المصدر : الجزيرة + وكالات

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.