حب الناس و حب الحق

“أريد أن يحبني الناس ليحبوا الحق الذي معي”
هذا التفكير من أكبر مداخل الشيطان إلى نفوس المؤثرين بما فيهم الدعاة..
فيبدأ أحدهم يركز على شخصه ويجعل إعجاب الناس به هدفاً لذاته..ويتصرف في ذلك بتصرفات فيها ابتذال…
وهو مع ذلك يقنع نفسه أن ذلك لا يعارض الإخلاص وأنه يفعل ذلك كله ليوصل الناس إلى الله..
والعاقل الموفق هو من علق قلوب محبيه ومتبعيه بالله، وعلمهم أن يدوروا مع الحق حيث دار، وألا يتعلقوا بشخصه، ليكسب ثلاث أمور:
أولاً: صلاح نيته هو عسى الله أن يقبل منه.
ثانياً: صلاح نية الناس. فإنهم إن عملوا الخير تقليداً لمن يحبونه فقد يكون ذلك على حساب استحضار معنى العبودية المحضة لله.
ثالثاً، وهي في غاية الخطورة: حتى إذا ما انحرف وضل يوماً، كان قد علَّم الناس أن يصححوه وإلا تركوه ومضوا في طريق الحق، فلا يبوء إلا بإثم نفسه. وأما إذا ما ضلوا معه تعلقاً به، فويله كم سيحمل ميزانُ سيئاته !

نعم، جميل أن يكون المسلم محبوبا.. ومحبة الناس ترغبهم في أتباع الحق فعلا.. والمسلم إذا أراد وجه الله جاءت محبة الناس له تبعاً.. (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).. لكن الخطورة إذا ذاق المؤمن حلاوة ذلك فتحولت محبة الناس إلى الهدف الرئيس والباعث الأكبر على العمل.
تأمل بعد ذلك خطبة الصديق إذ قال: (أما بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني).
ولا عاصم إلا الله.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.