جميل القوام شحيح الثمر 

من عيون الشعر العربي يقول الشاعر العباسي الزاهد أبو العتاهية

وبعض الأنام كبعض الشجر
جميل القوام شحيح الثمر
وفرز النفوس كفرز الصخور
ففيها النفيس وفيها الحجر
وكم من شهاب بعالي السماء
بطرفة عين تراه اندثر
وكم من كفيف بصير الفؤاد
وكم من فؤاد كفيف البصر
وكم من أسير بقلب طليق
وكم من طليق كواه الضجر
وما كل وجه مضيء يدور
بعتمة ليل يسمى قمر
وكيف يجود كمان وعود
إذا لم تهز يداك الوتر
فقطرة ماء مراراً تدق
على الصخر حتى تشق الصخر
وبعض الوعود كبعض الغيوم
قوي الرعود شحيح المطر
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثر
وللسيف حرف أتى بالدمار
وللحرف سيف أتى بالقمر
ولو لم تغر بالتراب النواة
لما قام منها الربيع الأغر
ولو لم تهز الرياح الزهور
لما فاح عطرٌ ومات الزهر

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.