جامعة ابن طفيل الجامعة المغربية من التفاهة إلى الصهينة

في مشهد مخز، وخبر يُتوارى منه، وحالة مزرية، يشفق منها البعيد والقريب، ويقف الكهل والشيخ الذي عرف تاريخ الجامعة المغربية مشدوها ومتأسفا، لما آلت إليه أحوالها، حتى كاد يشك هل تغير عنوانها؟ أم طاقمها؟ أم توجهها؟ أو بنيتها وفطرتها؟ أم ثوابتها ووطنيتها؟
تلك الجامعة التي كانت تسمع منها أصوات النضال والوقوف بقوة أمام سيول الظلم والقمع..
تلك الجامعة التي كانت تنبعث منها نسائم الحرية والوقوف إلى جانب الشعوب المقهورة، والتنديد بكل صنوف الاحتلال وعلى رأسها الاحتلال الصهي.وني
تلك الجامعة التي سطر على جدرانها شعارات الإقدام والبناء العقلي والفكري، ومكافحة كل صنوف التجهيل والتبليد والتدليس والتلبيس..
تلك الجامعة التي سمع من ساحاتها وفي مدرجاتها نداءات وبيانات وبلاغات التنديد بوقاحة وإجرام العدو الصه.يوني..
تلك الجامعة التي أخرجت رجالا في الفكر والوعي وبعد النظر، والنضال والجهاد، وصلت كلمتهم وحرفهم إلى أقصى المشارق والمغارب، حتى صاروا في القوائم السوداء الصهيونية لما عرف عنهم من صدق وتضحية وبذل وقوة لا يخافون لومة لائم..
تلك الأصوات وتلك الشعارات وتلك الندوات باتت طعريجة تحرك الخصر وتعطل العقل، وتبلد الحس وتدوس على القيم والتاريخ والاخلاق والمقدس..وصارت مرتعا للتصهين ونفث سمومه في عسل التسامح والتعايش والمحبة..
صارت أبوابها مفتوحة أمام كل تفاهة وصهي.نة، موصدة أمام كل دعوة نضالية وطنية جادة مهتمة بقضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلس.طينية..
لأن التفاهة لا تنتج إلا السفاهة، وهل هناك سفاهة أحط من أن ترتمي في أحضان من وصفهم القرآن بالسفهاء (سيقول السفهاء من الناس…) ؟!
هل هناك دناءة أحقر من أن تدير ظهرك عن أخيك في العروبة والدين والتاريخ والعادات، وتولي وجهك إلى قاتله ومحتله وغاصب المقدس!!وانت من أنت (الجامعة المغربية) ؟!
هل هناك أقبح من أن تأذن لأي نشاط جامعي وإن كان لا يمت للجامعة بصلة، وتوصد الأبواب أمام واجب من المفروض أن تتبناه وتحميه وتقوم به؟!
هل هناك سقوط أهوى من أن تكون في قمة الوعي والمصداقية وتكون أهلا لذلك، فتسقط سقوطا مدويا في مهاوي الجهل والتجاهل والخيانة والعمالة والتثبيط والتص.هين؟
هل هناك تلبيس أشد من أن تدعي التسامح وفتح الجسور وتلاقح الافكار والتعايش وكل تلك الأوهام، مع من هو عدو لك، ويراك عدوا له، ويصرح بذلك ويعلنه ويعمل له وعليه، ويرسخه في ذهن ناشئته، حاضرا ومستقبلا وتاريخا (والله اعلم بأعدائكم، وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا، من الذين هادوا…)!!!!
وفي المقابل تعرض عمن يجب أن تتعايش معه وتتسامح معه، وتقف بجانبه، من يجمعك به كل الجوامع الدينية والعرقية والتاريخية والعرفية، بل تسمه بالتطرف والإرهاب وتساهم في حملات التشكيك والتشويه..
هذه الحال الذي آلت إليها الجامعة المغربية تستدعي وقوفا ويقظة ومراجعة وصمودا أمام سيل التفاهة الجارف الذي اتخذته الصهينة ركوبا مريحا، في غفلة عميقة ونشوة أنغام الجرة والطعريجة وتلبيسات التعايش!!


سفيان أبوزيد

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.