تعليم الأولاد القرآن الكريم

كتب بواسطة الشيخ حسين عبد الرازق

عشرة أُمورٍ تجنَّبْها وأنت تحاول تعليمَ ولدِك القرآنَ :

– لا تقُل لولدك: (حفظ القرآن) قلْ: (تعلُّم القرآن)
لماذا؟
أولا هذا لفظ الحديث (خيرُكم من تعلَّمَ القرآنَ وعلّمه)، ولذلك أثرٌ عظيم في فهم مشروع القرآن
لأن المطلوب هو تعلُم القرآن: منظومةٌ شاملة عن كتاب الله فيها: (التلاوة – وأحكام التلاوة – وتثبيت القرآن – والعلم بمعانيه، والاستقامة عليه والعمل به، وتعليمُه)

– تجنّبْ استعجالَ الثمرة
فالأيام والشهور الأولى في طريق القرآن مع ولدك هي توطئة وتهيئة وتحبيب وتشجيع للطفل، يعرف فيها ولدك قيمة القرآن/ الوحي ومنزلته في الهداية، وفضله وثوابُه، ولماذا نتعلمه
فالذي يتعجّل النتيجة والثمرة، ويتجاوز هذه المقدمات سيتعبُ كثيرا، وسيبقى ولدُه لم يتصور ماذا يفعل؟ ولماذا؟ ولن يكون عونا لك عليه بل سيراه إلزاما وإجبارا وحرمانًا
المطلوب هو: حُب القرآن، وفهمه، والشعور بقيمته كطريقٍ للهداية، والمواظبة عليه ولو بالقليل

– لا تُقارن ولدَك بغيره أبدا في تعلم القرآن، لا تقارنْه بأخيه أو ابن عمّه أو جاره أو الأطفال الذين تشاهدهم على يوتيوب في مسابقات القرآن ولا غيرهم
تلك المقارنة مُفسدةٌ لك وله
يُمكن أن تُشجّعه برؤية مثل ذلك
لكن لا تقل له: فلان أحسن منك، أو أنت أحسن من فلان
لا تقل له: إنت خايب وكسلان وفاشل.. مش عارف تبقى زي فلان؟…. ونحو ذلك.. كله غلط
لكل طفل مواهبه وطاقتُه وميوله
و ليس شرطا أن يختمه في شهر!!!
أو حتى سنة ..
ليس شرطا أن يختمه أصلا.. المهم يبقى يطلبُه
#المهم أن تُعظّم فيه معاني وقصص وأخلاق ومواعظ القرآن، والعمل بما فيه..
فالخليط الناجح هنا :
حُبُ الشيء، والعلم بقيمته، والتشجيع عليه، والمواظبة، وعدم استعجال الثمرة، وفهم معانيه، وأن تكون أنت قُدوة له… وأن يكون القرآنُ جزءا من يومه، يهنأ به ..
هذا أدعى أن يكون ابنُك عونًا لك في تعلّمه وليس عدّوًا ينتظر: كيف ومتى يهرب منه !!

– لا تحبِس ولدك على تعلُّم القرآن
لا تحرمْ ولدك من أن يعيش طفولتَه
القرآنُ رحلةُ عمرٍ، ومشوارُ حياةٍ
ليس هدفا مؤقتًا يُنجَزُ ويُنصَرَفُ عنه
اجعلْه جزءا يسيرا من يومه يفرح به ويسعدُ، خليه يلعب ويمارس رياضة ويضحك ويلبس كويس ويتفسّح …ويروح البحر ..

نوِّعْ معه وقت القرآن :
وقتُ التلاوة، وقتُ لضبط التلاوة، وقتٌ لقصص القرآن، وقتٌ للمراجعة، وقتٌ يُسمّع هو لك وأنت تقرآُ، وقت لمقرأة جماعية منزلية.. وهكذا

– لا تُعاقبْه بـ (ضربٍ أو شتم أو حرمان من شيء كبير بسبب تقصيرِه في تعلم القرآن)
اجعلْ الطريقة عكسيّة : الترغيب والتحفيز بجوائز أو فُسحة أو لِعبة أو حكاية قصة أو مثل ذلك
ممكن حرمان خفيف أو إلزام أو شدة خفيفة
لكن بعد المقدمات السابقة في النقطة رقم (٢)
لا يصح إن تجعل القاعدة والأصل في تعليم القرآن: الإلزام والإجبار والعقاب والحرمان..
هذه أمور قد تحتاج إليها.. قد

– لا تجعلْ كتاب الله بالنسبة لولدك وسيلةً لصرف الأنظار إليه أو لدخول المسابقات أو المُباهاة أو للتفاخُر أو لتصدُّر المجالس
هذه نقطة جوهرية
حيث رأيت عشرات الأمثلة من آباء وأمهات افسدوا أبناءهم بذلك. يدورون بهم على المسابقات والحفلات وغيرها
ويجعل معيار تقييمه لولده بتفاعل الجماهير معه وحصد الجوائز..

– لا تبخلْ بالنفقة على ولدك في تعليم القرآن
أنفقْ على تعليمه بما تستطيع وأرسله لشيخ مُتقن مُحترم يُعلمه كتاب الله وأحكامه وآدابه
اتعبْ مع ابنك في الطريق دا، فكلُه بركة تعود عليك وعلى البيت كله
وهذا والله أعظم من عشرات الدروس والنوادي والملاهي التي تُنفق فيها على ولدك

– لا تنتظرْ اكتمال الأدوات لتبدأ مع ولدك في طريق القرآن
ابدأ بالمُتاح، لا تنتظر الشيخَ المعلّم، ولا أنْ تُتم أنت القرآن، ممكن تستعين بالنت والدروس المرئية ومصاحف المشايخ القراء كالمصحف المُعلم للحصري.. مثلا

– لا تتقيّدْ معه ولا مع نفسك بالتعليم بالترتيب
يعني مش لازم تبدأ من سورة البقرة أو جزء عمّ
ابدأْ مع ولدك بالسور التي تشعر أنها سهلة عليه في الحفظ
أو تراه بُحبّها
لأن طريق القرآن يبدأ بالشعور باليُسْر وسُرعة الثمرة، والشعور بأهلية الولد للحفظ.. فإذا تحقق ذلك كان ما بعده أيسرَ منه،
تجاوزْ السورَ التي تشهر أنها صعبة عليه في البداية حتى لو كان الترتيب يقتضيها
خليه يحفظ سورة يوسف، مريم، الأنبياء، الكهف، طه، وغيرها من سور القصص أي سورة يُحبها..
هذا مهم جدا

– لا تُعلّمْ ولدك (أيًا كان سِنُّه) آيةً إلا وتُعلمه معناها (ولو إجمالًا) بقدْر فَهْمِه، مع ذكر ما فيها من أحكام ومعانٍ وفوائد وقصص
هذا عظيم عظيم.. لا تتهاونْ فيه
فهو سبيل مهم ليشعر ولدك بقيمة ما يقرأ ويعيش معه.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.