تستحق التأمل و تكرار قراءتها و التوقف عندها ” للشهيد سيد قطب رحمه الله عن الصلاة “

الفكرة التي تخجلني في تأخير الصلاة عن وقتها تكمن في أنني لست أنا من حدد الموعد لهذه الصلاة ، ولا أنا من اختار التوقيت !!
الخالق تعالى هو من قدّر ذلك !!
الله الذي خلق هذا الكون، هذا الكون الذي يُصيب عقلي بالتجمد والتشتت بمجرد التفكير بعظمته واتساعه وتعقيده وجماله وغموضه وبديع إتقانه وكثرة مخلوقاته وآلائه ومعجزاته، هو الذي يريدني أن أقف بين يديه وأكلمه وأناجيه !!
و أنا ماذا أفعل ؟
– في كثير من الأحيان أجعل هذا الموعد آخر أولوياتي حتى يكاد يفوت وقته ، مُقدّما عليه كل أمر تافه وكل شأنٍ ضئيل !!
الله تعالى يطلبني (وأنا مجرد ذرة بلا وزن في كونه العظيم) لأقف بين يديه ، وأنا منهمكٌ في سخافات الحياة وزينتها البالية، يطلبني لبضع دقائق فقط ، وأنا أُعرِض وأُسوّف وأُماطل وأُؤجّل ثم آتيه متأخراً كعادتي، أيّ تعاسة أكبر من ذلك ؟
يدعوني تعالى (لاجتماع مغلق) بيني وبينه ، أنا صاحب الحاجة وهو الغني المتفضل، وأنا أجعله اجتماعا مفتوحا لشتى أنواع الأفكار والسرحان ، أحضر بجسدي ويغيب عقلي !!
يريدني أن أبتعد عن كل شيء لدقائق معدودات لأريح بدني وعقلي وأفصل قليلاً عن ضجيج الحياة ومشاغلها وأبث إليه لا لغيره شكواي وهمومي !!
هو الخالق العظيم الغني عني وعن عبادتي ووقتي يطلبني ليسمع صوتي، وأنا الذي يماطل! ثم ها أنا أجيء إمّا متثاقلاً أو على عَجَل وكأنني آتيه رغماً عني !!
أنا الحاضر الغائب !!
هو تعالى يريده اجتماعاً خاصاً، وأنا أجعله حصة تسميع باردة وتمارين رياضية جوفاء وعقلا شاردا !!
فأي بؤس أكثر من هذا ؟

اللهم اغفر لي كل صلاة لا تليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك ..

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.